فصل في أحكام البدعي
  (الأمير صلاح والإمام) ولا خلاف أن ألفاظ الطلاق صريح وكناية.
  فالصريح: ما لا يحتمل غيره.
  والكناية: ما احتمله وغيره. ولا خلاف في هذه القاعدة وإنما الخلاف في بعض الألفاظ هل هي من الصريح أم لا، ولا خلاف أن قوله أنت طالق ومطلقة من الصريح.
  (أكثر العترة ثم الفريقان) ولا يفتقر الصريح إلى النية لقوله تعالى {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ}[البقرة: ٢٢٩].
  ولقوله ÷ «ثلاث لا لعب فيهن» الخبر [١٧].
  (المؤيد بالله والإمام) أنت الطلاق كناية إذ هو مجاز وإنما سميت به لملازمته لها(١)، قال في البستان: وحجة (المؤيد بالله) أن الأشخاص لا توصف بالمصادر اهـ؛ قال (المؤيد بالله): وهو المنصوص عليه في الأحكام، قال في الشفاء: وهو الأولى(٢).
  (العترة ثم أبو حنيفة) سرحتك وفارقتك كناية لاحتماله غير الطلاق.
  (الإمام زيد) والطلاق بكل لسان من عربي وعجمي لقول علي # كل طلاق بكل لسان طلاق [١٨] وهذا مما لا ينقل فيه خلاف.
  (أبو العباس والمؤيد بالله وابوطالب ثم الشافعي) وإذا نوى بالصريح غير الطلاق دُيِّن(٣) باطنا(٤)، (الإمام) إن كان عدلا لقوله تعالى {وَلَا تَرْكَنُوا}[هود: ١١٣]، لا ظاهرا لقوله تعالى {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ}[القيامة: ١٤]، وقوله ÷ «نحن نحكم بالظاهر» [١٩].
  (الإمام) وإذا سئل رجل أطلقت امرأتك فقال: نعم فصريح إذ المعنى نعم طلقتها، وقال به (المزني)، قال في البحر: وهو الأقرب لقول علي في الرجل يقال له قد طلقت امرأتك؟ فيقول نعم، قال: قد طلقها حينئذ [٢٠]، (الإمام) وفي قوله حينئذ إشارة إلى انه انشاء، قلت: ولم يظهر لي إلا انه لزمه من باب الإقرار لأنه أجاب بنعم ونعم أصل وضعها اللغوي أنها للتصديق بعد الخبر لا كونه أنشأه في الحال والله اعلم.
  قوله: ثلاث الخ عن علي # ثلاث لا لعب فيهن النكاح والطلاق والعتاق - رواه في المجموع.
  قوله: لقول علي # كل طلاق بكل لسان طلاق - رواه في العلوم بسند جيد وتتمة الشفاء.
  قوله: لقوله ÷ «نحن نحكم بالظاهر» هكذا في المسائل النافعة ومعناه ثابت في الشفاء ورواه في الإنتصار(٥).
  قوله: لقول علي في الرجل يقال له قد طلقت امراتك فيقول نعم قال: قد طلقها حينئذ - رواه في العلوم وتتمة الشفاء.
(١) ومثله في الغيث. تمت من خط المؤلف.
(٢) وقال في البحر: مسألة: (ابو طالب) أنت الطلاق صريح لقيام المصدر مقام الصفة كرجل عدل اهـ، قال في حاشيته: فإن المصدر في هذا ونحوه أقيم مقام الصفة على جهة المبالغة في الوصف فهذا كقولنا أنت الطلاق بمعنى أنت طالق. تمت.
(٣) مثل صدَّق وزنا ومعنى. تمت.
(٤) فيما بينه وبين الله تعالى. تمت.
(٥) لفظه في تخريج البحر: «لا تحاسبوا العبد حساب الرب واعملوا على الظاهر واتركوا الباطن» قال حكاه في الانتصار. تمت.