نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

كتاب المضاربة والقراض

صفحة 36 - الجزء 2

  (العترة جميعا ثم مالك واحمد) ويصح الاشتراك في عمل ما يخرج من المعادن كالخياطة ونحوها.

  (تخريج المؤيد بالله والإمام يحيى وابوطالب والإمام ثم مالك واحمد) وتصح في المباحات كالصيد والاحتشاش كالتوكيل فيه، ولشركة سعد وعمارو (ابن مسعود) [٧] عند أبي داود وغيره، وعدم علم النبي ÷ بذلك بعيد.

  (الإمام) والشركة في طعام المزاود صحيحة، (الإمام يحيى) سنة فعلها رسول الله ÷ وأصحابه [٨]، وهي: أن يخلط احد الرجلين طعامه بطعام الآخر ويأكلان جميعا لان به تعظم البركة، وقد قال ÷: «خير الطعام ما اجتمعت عليه الأيدي وكان أصله حلالا» [٩].


  قوله: ولشركة سعد الخ اخرج الدار قطني عن ابن مسعود أشرك رسول الله ÷ بيني وبين عمار وسعد بن أبي وقاص في دَرَقةٍ⁣(⁣١) سلحناها⁣(⁣٢) واشتركنا فيما أصبنا فأخفقت أنا وعمار وجاء سعد باسيرين -، واخرج النسائي وأبو داود وابن ماجة عن عبيدة عن عبد الله قال: اشتركت أنا وعمار وسعد فيما نصيب يوم بدر، قال: فجاء سعد بأسيرين ولم أجيء أنا وعمار بشيء - اهـ، وعن رويفع بن ثابت قال: إن كان احدنا في زمن رسول الله ÷ لياخذ نضو⁣(⁣٣) اخيه على أن له النصف مما يغنم ولنا النصف، وان كان احدنا ليطير له النصل والريش وللآخر القِدح⁣(⁣٤) - أخرجه النسائي برجال ثقات عند أهل الحديث واحمد وابوداود وفي سندهما [شيبان بن أمية القتباني] وهو مجهول وبقية رجاله ثقات.

  قوله: سنة من ذلك حديث اشتراك الصحابة في ازوادهم في غزوة الساحل - عند بخاري وغيره من رواية جابر، وعن سلمة بن الأكوع أنهم جمعوا ازوادهم ودعا لهم النبي ÷ بالبركة - عند بخاري وغيره، وعن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده أن أصحاب النبي ÷ قالوا: يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع قال: «لعلكم تفترقون» قالوا: نعم، قال: «فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله عليه يبارك لكم فيه» أخرجه ابوداود.

  قوله: قال ÷: «خير الطعام ما اجتمعت عليه الأيدي وكان أصله حلالا» ذكره في المسائل النافعة ورواه في الانتصار واخرج نحوه من حديث جابر أبو يعلى والطبراني وأبو الشيخ وقال المنذري فيه نكارة


(١) الدَرَقة: الحجفة والجمع درق يقال للترس إذا كان من جلود ليس فيه خشب ولا عقب حجفة ودرقة والجمع حجف. تمت مختار الصحاح.

(٢) قال في مختار الصحاح تَسَلح: الرجلُ لبس السِّلاح. ورجل سَالِح مَعَه سِلاَحٌ. والمَسْلحة بوزن المَصْلحة قوْمٌ ذوو سِلاح. تمت.

(٣) قال في النهاية: النضو الدابة التي أهزلتها الأسفار وأذهبت لحمها ومنه الحديث إن كان أحدنا ليأخذ نضو أخيه -. تمت.

(٤) قال في فتح الغفار للقاضي الرباعي:.

قوله: النضو هو المهزول من الإبل، والنصل حديدة السهم، والريش هو الذي يكون على السهم، والقدح بكسر القاف السهم قبل أن يراش وينصل. تمت.