نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

باب العمرى والرقبى

صفحة 54 - الجزء 2

باب العمرى والرقبى⁣(⁣١)

  هي مشروعة عند (العترة ثم الفريقين) لقوله ÷ «العمرى جائزة» [١٦]، وكذا الرقبي [١٧] عند (العترة ثم الشافعي وأبي يوسف وزفر والثوري) لقوله ÷ «من أعمر أو ارقب» الخبر، وهو إجماع أهل البيت ذكره القاضي زيد |.

  وهي على ثلاثة أحوال: -

  أحدها أن يقول هي لك ولعقبك، أو يأتي بلفظ يشعر بالتأبيد فحكمها حكم الهبة عند (العترة والجمهور) لقوله ÷ «أيما رجل أعمر عمرى له ولعقبه فهو للذي يعطاها لا ترجع للذي أعطاها» الخبر [١٨].

  الثاني أن يقول اعمرتكها ويطلق فهذه⁣(⁣٢) تصريح بأنها للموهوب له، وحكمها حكم المؤبدة عند (القاسمية والناصرثم أبي حنيفة وأصحابه والجمهور) لقوله ÷ «من أعمر أو ارقب فهو سبيل الميراث» [١٩]، ولا خلاف فيه بين العترة $.


باب العمرى والرقبى

  قوله: لقوله ÷ «العمري جائزة لأهلها» رواه في الشفاء والأصول من رواية جابر، وأخرجه أحمد والنسائي وابن ماجة والترمذي وابوداود بزيادة «والرقبي جائزة لأهلها» ومثله من حديث ابن عباس أخرجه أحمد والنسائي، قال ابن حجر في الفتح: وإسناده صحيح.

  قوله: وكذا الرقبي عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله ÷: «الرقبي جائزة» أخرجه النسائي.

  قوله: لقوله ÷ أيما رجل الخ عن جابر بن عبدالله عن النبي ÷ انه قال: «أيما رجل أعمِر عمري له ولعقبه فإنها⁣(⁣٣) للذي يعطاها لا ترجع إلى الذي أعطاها لأنه أعطى عطاءً وقعت فيه المواريث» رواه الهادي إلى الحق في الأحكام والشفاء والأصول وأخرجه ابوداود والنسائي والترمذي وصححه.

  قوله: لقوله ÷ «من أعمر أو ارقب فهو سبيل الميراث» رواه في الشفاء، وعن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله ÷: «من أعمر عمرى فهي لمعمره محياه ومماته لا ترقبوا من ارقب شيئا فهو سبيل الميراث» أخرجه أحمد والنسائي وابوداود، ولفظ الأصول أن النبي ÷ جعل العمري ميراثا -


(١) العمري: من العمر لقوله اعمرتك عمرك، والرقبي: من الترقيب، إذ كل منهما يترقب موت صاحبه، أو من الرقبة أي جعلت هذه الرقبة رقبي لك ومعناها كالعمري. تمت بحر.

(٢) الصواب: فهذا. تمت.

(٣) الذي في الأصل بلفظ: «فهو للذي يعطاها» هو من رواية الشفاء. تمت.