نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

باب الكتابة

صفحة 76 - الجزء 2

  فصل «١» وصحيحها ما حصل فيه العقد بالتراضي: (الهدوية) وليس للسيد إجبار العبد عليها لظاهر الآية، (الهادي والمؤيد بالله وابوطالب) وقوله تعالى {إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا}⁣[النور: ٣٣] أراد التقوى وإلا لقال إن علمتم لهم خيرا لكنه أتى بفي الظرفية فعلم أن المراد بالخيرية التقوى، (القاسمية) ويشترط لفظها إذ خصت بأحكام مخالفة للقياس فوجب الإقتصار على لفظها، (المهدي) ويعتبر القبول إجماعا، (الناصر والمؤيد بالله وتخريج المويدبالله ثم أبو حنيفة ومالك) والتأجيل والتنجيم⁣(⁣١) ليس بشرط إذ لم يذكر في الآية، وأختاره (الإمام)، قلت: التأجيل في الأصل إنما جعل لأجل الرفق بالعبد لا بالسيد فإذا قدر العبد على التعجيل والتسليم دفعة فلا مانع منه؛ والحاصل أن التنجيم جائز بالاتفاق وأما كونه شرطا أو واجبا فلا مستند له اللهم إلا إن يصح ما روى في البحر عن علي # الكتابة على نجمين [٢٠] عمل به، (المهدي) والأمة كالعبد في صحة كتابتها إجماعا ولعموم الآية، (القاسمية ثم ابن أبي ليلى والحسن بن صالح) ويصح من احد الشريكين وان لم يأذن الأخر ويسري كالعتق، (الأكثر) ويحرم وطء مكاتبته لضعف ملكه بملكها التصرف ولجواز صرف الصدقة فيها وإذ مهرها لها لا له، (العترة ثم أبو حنيفة وأصحابه) ويسري إلى من ولدته بعد عقدها إذ هي سبب يستحق به العتق كالإستيلاد ولا يلزمها عليهم شيء، (علي # وابن مسعود) وإذا مات وله ولد فإن حكمه حكمه إذا أدى ما كوتب عليه أبوه كان حرا [٢١].


  قوله: الكتابة على نجمين - هكذا في البحر عن علي # ولم أقف عليه في غيره فينظر⁣(⁣٢).

  قوله: علي # في المكاتب إذا مات وله ولد فإن حكمه كحكمه إذا أدى ما كوتب عليه أبوه كان حرا -، وروي نحوه عن ابن مسعود هكذا في الأصول.


(١) قال في النهاية: تنجيم الدين: هو أن يقرر عطاؤه في أوقات معلومة متتابعة، مشاهرة أو مساناه؛ ومنه تنجيم المكاتب، ونجوم الكتابة وأصله أن العرب كانت تجعل مطالع منازل القمر ومساقطها مواقيت لِحُلول دُيونِها وغيرها، فتقول: إذا طلع النجمُ حلٌ عليك مالي: أي الثريا وكذلك باقي المنازل. تمت.

(٢) قال في المنهج المنير تمام الروض النضير (ج ٢ / ص ٣٨٤): قلت: وذكر في (التلخيص) حديث علي: الكتابة على نجمين -، وقال فيه أيضا (ج ٢ / ص ٣٨٥): واشتهر عن الصحابة فمن بعدهم، قولاً وفعلاً: إن الكتابة على نجمين -، وذكره في (التخليص) قال: رواه البيهقي من فعل عثمان وابن عمر، وذكره الرافعي عن علي #، وقال فيه أيضا (ج ٢ / ص ٣٨٧): وفي (التلخيص) حديث عائشة: الكتابة على نجمين - وبأن التنجيم والتأجيل شرط في الكتابة، بأنها وردت عن رسول الله ÷ بلفظ «الكتابة على نجمين». تمت.