نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

فصل والاستنجاء

صفحة 66 - الجزء 1

  ويؤيده ما ورد من الأخبار الكثيرة في حكاية وضوءه ÷ وما ورد منها في الأمر به فليس في شيء منها ذكر غسل الفرجين، ولو كان واجبا مع عدم النجاسة لذكره علي # [١٠٤]، و (عثمان) [١٠٥]، و (ابن عباس) [١٠٦] في وصفهم وضوء رسول الله ÷، ولقول علي # أول الوضوء المضمضة والاستنشاق [١٠٧].

  وندب للمستنجي أن يتفحج كفعله ÷ [١٠٨]، ويبالغ في التنقية حتى تذهب الأجزاء والريح ويغسل ثقب الذكر وما حوله إن انتشر البول [١٠٩] والمرأة البكر موضع البول لا موضع البكارة إن لم يبلغه.

  (أكثر الأئمة والأمة) ولا يجب الاستنجاء من الريح لقوله ÷ «ليس منا من استنجى من الريح»⁣(⁣١) [١١٠].

  (العترة وأصحاب أبي حنيفة) ويبدأ بالأعلى لئلا ينجس الأسفل فيسرف، وإذا فرغ ترب يده وغسلها ندبا لا الفرج كفعله ÷ للجنابة [١١١]، ولا يستنجي بيمينه لقوله ÷ «فلا يمس ...» الخبر [١١٢]، وينحي عن شماله ما فيه اسم الله تعالى لما مر⁣(⁣٢).


  قوله: لذكره علي # سيأتي من رواية العلوم.

  قوله: و (عثمان) أخرجه عنه ابوداود نحوا من حديث علي # الآتي.

  قوله: و (ابن عباس) روى (ابن عباس) أن النبي ÷ توضأ فغسل وجهه ويديه ثم رجليه ثم مسح راسه بفضل وضوءه هكذا في الانتصار، وفي الجامع⁣(⁣٣) عن (ابن عباس) قال: أتحبون أن أريكم كيف كان رسول الله ÷ يتوضا فدعا بإناء [فيه ماء فأغترف غرفة]⁣(⁣٤) بيده اليمنى فتمضمض واستنشق ثم اخذ أخرى فجمع بها يديه ثم غسل بها - الحديث اخرجه بتمامه ابوداود بروايات عدة.

  قوله: لقول علي # أول الوضوء المضمضة والاستنشاق - رواه في الأصول.

  قوله: كفعله ÷ روي عن النبي ÷ انه كان يتفحج تفحج الظليم⁣(⁣٥) عند الاستنجاء - رواه في الشفاء.

  قوله: إن انتشر في العلوم عن (زيد بن علي) قال: كانوا إذا أراقوا الماء أجزاهم التمسح بالحائط⁣(⁣٦)، وكان أبي علي بن الحسين يقول إذا ظهر البول على الحشفة فاغسله - ونحوه في المجموع.

  قوله: لقوله ÷ «ليس منا من استنجى من الريح» رواه في الشفاء وغيره⁣(⁣٧).

  قوله: كفعله ÷ سيأتي من حديث ميمونة.

  قوله: فلا يمس الخ لفظ أبي داود عن أبي قتادة أن النبي ÷ قال: «إذا بال أحدكم فلا يمس ذكره بيمينه، وإذا أتى الخلا فلا يتمسح بيمينه»، وللبخاري ومسلم والنسائي نحوه وعن (عائشة) قالت: كانت يد رسول الله ÷ اليمنى لطهوره وطعامه، وكانت يده اليسرى لخلائه وما كان من الأذى - رواه في الشفاء وأخرجه ابوداود

  [(قوله): لما مر يعني حديث أنس أن النبي ÷ كان إذا دخل الخلاء وضع خاتمه لأنه كان مكتوبا عليه محمد رسول الله ÷]⁣(⁣٨).


(١) لكن يستحب، روى في العلوم عن القاسم بن ابراهيم # قال: من أدركت من بني هاشم - أو قال - من أهلنا كانوا يستنجون من الريح على التنظيف وليس بواجب اهـ الأمالي ج ١ - ص ١٧ وأما حديث «ليس منا من استنجى من الريح» فقد تأول بان المعنى ليس من أهل شريعتنا من فعله معتقدا لوجوبه. تمت.

(٢) في قضاء الحاجة. تمت.

(٣) جامع الأصول لابن الأثير. تمت.

(٤) ما بين المعكوفين من المسودة وهو كذلك في تخريج ابن بهران وسنن أبي داود. تمت.

(٥) الفحج بتقديم الحاء المهملة على الجيم تباعد ما بين الرجلين، والظليم ذكر النعام وفي مشيته تفكك. تمت تخريج ابن بهران.

(٦) هكذا في المسودة والعلوم، وفي بعض نسخ النجوم في الحائط، والصواب ما اثبتناه. تمت.

(٧) في حاشية البحر: ورواه ابن عساكر وغيره عن جابر بلفظ: «من استنجى من الريح فليس منا» لكنه ضعيف اهـ، قال في المنار: وقد عزاه السيوطي إلى الديلمي من رواية جابر وانس وإلى ابن عساكر من حديث أنس فقط، قال في حاشية المنار المطبوعة وحديث جابر رواه ابن عدي في الكامل وابن عساكر. تمت.

(٨) ما بين المعكوفين من المسودة.