كتاب الأشربة
كتاب الأشربة
  عن النبي ÷ انه نهى عن النفخ في الشراب [١]، وعنه ÷ انه تناول المِطهرة(١) وهو قائم فجعل يشنها في فيه شنا وهو قائم [٢]، وعن علي # أنه شرب وهو قائم ثم انتعل بإحدى نعليه حتى خرج من الرحبة [٣].
  فصل «١» والخمر محرمة إجماعا قال تعالى {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}[المائدة: ٩١] ونحوها.
  (الأكثر) وكل مسكر فقليله في التحريم ولزوم الحد ككثيره لقوله ÷: «إياكم وكل مسكر» [٤]، «كل مسكر حرام»، «ما أسكر كثيره فقليله حرام» [٥]، وهو إجماع أهل البيت $.
  (القاسمية ثم الشافعي وأصحابه وعن مالك) ولا يحل تخليل(٢) الخمر بعلاج لأمره ÷ بإهراق خمر اليتيم ولم يأمر بتخليلها.
  (الإمام زيد والناصر وأحمد بن عيسى والداعي والمؤيد بالله والإمام يحيى والإمام ثم أبو حنيفة ومحمد بن الحسن) فإن فعل حل خلاها وطهر لاستحالتها إلى صفة الطاهر(٣).
  (الإمام يحيى) فإن تخللت بنفسها من غير علاج طهرت إجماعا.
  ومن غص بلقمة ولم يجد ما يسوغها [به](٤) إلا الخمر جاز إجماعا.
كتاب الأشربة
  قوله: عن النبي ÷ أنه قال للذي يشرب في آنية الذهب والفضة: «إنما يجرجر(٥) في بطنه نار جهنم»، ونهى رسول الله ÷ عن النفخ في الشراب - رواه في الأحكام، وعن ابن عباس أن النبي ÷ نهى أن يتنفس في الإناء أوينفخ فيه - أخرجه أحمد وأبوداود وابن ماجة والترمذي وصححه، وعن أنس أن النبي ÷ كان يتنفس في الشراب ثلاثا ويقول: «إنه أروى وابرء وأمرء» أخرجه أحمد ومسلم] أي كان ÷ يتنفس خارج الإناء [وعلى هذا حمله الجمهور وهو الظاهر من آخر الحديث.
  قوله: وعنه ÷ أنه تناول مطهرة وهو قائم فجعل يشنها في فيه ÷ شنا وهو قائم - رواه في المجموع.
  قوله: وعن علي أنه شرب وهو قائم ثم انتعل بإحدى نعليه حتى خرج من الرخبة - رواه في المجموع، وأخرج البخاري وأحمد عن علي # أنه في رحبة(٦) الكوفة شرب وهو قائم قال: إن أناسا يكرهون الشرب قائما وإن رسول الله ÷ صنع مثل ما صنعت -.
  قوله: لقوله ÷ «إياكم وكل مسكر» رواه في المجموع.
  قوله: «كل مسكر حرام» تقدم.
  قوله: «ما أسكر كثيره فقليله حرام» رواه في المجموع والعلوم عن زيد بن علي عن أبيه عن جده، ورواه في الأحكام والشفاء والأصول مرفوعا، وأخرجه أحمد وابن ماجة والدار قطني وصححه من حديث ابن عمر وابوداود وابن ماجة والترمذي من حديث جابر.
  قوله: لأمره ÷ بإهراق خمر اليتيم - تقدم في الطهارة.
(١) في الشفاء: المطهرة مفعلة بكسر الميم التي يتوضا بها، وفي لغة أخرى بفتح الميم، قال في شرح الشفاء لابن حنش: في الديوان بفتحها وهو أفصح. تمت من حاشية المجموع.
(٢) والمراد: بتخليل الخمر علاجها بما تصير به خلا كالمزاولة من الحر إلى البرد ومن الظل إلى الشمس أو بوضع ملح أو خردل أو خل. تمت شرح بحر.
(٣) وإن أخطا بعلاجها. تمت بحر.
(٤) ما بين المعكوفين من البحر. تمت.
(٥) قال في النهاية: أي يُحْدِر فيها نار جهنم، فجعل الشُرب والجَرع جَرْجَرة، وهي صَوْت وُقوع الماء في الجوف. تمت.
(٦) الرحبة: البقعة المتسعة بين أفنية القوم بالوجهين (أي إسكان الحاء وفتحها). تمت مصباح.