فصل وفروضه
  ولا يجب تعليقه بالصلاة وإن توضأ لأداء صلاة واحدة فأدى صلاة أخرى جاز إذ الوضوء باق ولا ثم حدث، ولقوله ÷ «صل ما دمت متطهرا» [١٢٢] وكالاغتسال عن الجنابة فانه يجوز أن يؤدى به صلوات كثيرة ولا يلزمه اغتسال آخر إذا أراد سائر الصلوات إلا أن يجتنب، كذلك لا يلزمه إذا توضأ لصلاة أن يتوضأ ثانيا لصلاة أخرى إلا أن يحدث.
  (المؤيد بالله وابوطالب والإمام يحيى للعترة) ويصح تفريقها لجواز تفريق الوضوء فكذا نيته إذ هو كأعمال مختلفة، (القاضي زيد) إجماعا، (الإمام يحيى للعترة) ولا يجب استصحابها لإغناء الأولى، ويستحب، ولا يضر عزو بها(١)، وان عزيت قبل المضمضة لم يصح عند (المؤيد الله وأبي طالب وغيرهما من العترة $)(٢).
  (الأكثر) وتجزي نيته وان وضأه غيره لكونه خرج في الآية(٣) مخرج الأغلب(٤) والقصد تحصيل الغسل، (الإمام) قوله ÷ «لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه» [١٢٣] مع قوله ÷ «إذا تطهر أحدكم فليذكر اسم الله عليه فانه يطهر جسده كله وان لم يذكر اسم الله لم يطهر من جسده إلا ما مر عليه الماء» [١٢٤] يدل على انه يجزي الوضوء لمن لم يذكر اسم الله إذ المقصود طهور الأعضاء، ويحمل الأول على السنة، ومعنى لا وضوء كامل(٥) للجمع بين الخبرين، والى أن ذلك سنة ذهب إليه (الهادي في أحد قوليه والفريقان ومالك وربيعة)، ويجزي اليسير منها [لا الدعاء](٦)، ومن نسي سمى حيث ذكر، وندب(٧) عند كل عضو(٨).
  الثاني: الترتيب (العترة جميعا والشافعي واحمد وإسحاق وابوثور) وهو واجب لظاهر الآية إذ وسّط المسح وإذ أخر الرأس(٩) وهو اقرب إلى الوجه من اليد، (العترة [والإمامية](١٠)) وبين اليمنى واليسرى لفعله ÷ كما مر(١١)، ولقوله ÷ «ابدءوا بأيمانكم» [١٢٥]، قلت: وحكى في المنهاج إجماع أهل البيت $ على وجوبه.
  قوله: «صل ما دمت متطهرا» رواه في المنهاج عن النبي ÷، وفي الترمذي وبخاري فقلت لأنس كيف كنتم تصلون قال: يجزي أحدنا الوضوء ما لم يحدث - وعن النبي ÷ انه كان يتوضأ لكل صلاة فلما كان يوم الفتح صلى الصلوات اجمع بوضوء واحد - رواه في الشفاء والأصول وأشار إليه في العلوم.
  قوله: «لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه» رواه مرفوعا في الشفاء والعلوم.
  قوله: إذا تطهر الخ عن (ابن مسعود) قال: سمعت رسول الله ÷ يقول «إذا تطهر أحدكم فليذكر اسم الله عليه فإنه يطهر جسده كله وان لم يذكر اسم الله عليه لم يطهر من جسده إلا ما مر عليه الماء» رواه في الشفاء والأصول.
  قوله: لفعله ÷ سيأتي من رواية علي #.
  قوله: ابدءوا الخ عن النبي ÷ «إذا توضأتم فابدءوا بأيمانكم» رواه في الشفاء.
(١) وهو انقطاعها بعد أن فعلها مع أول عضو ولم يجددها، وأصل العزوب البعد والإنقطاع. تمت.
(٢) لأنه جاء بالنية في غير موضعها ولم يستحضرها عند اشتغاله بأول أعضاء الطهارة فلم تكن مجزية تمت شرح بحر.
(٣) وهي قوله تعالى {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ}[المائدة: ٦] الآية. تمت.
(٤) في أن الإنسان هو الذي يتولى فعل الوضوء لنفسه دون غيره إلا على جهة الندرة كمرض او غيره. تمت.
(٥) أي ومعنى «لا وضوء»: لا وضوء كامل. تمت.
(٦) ما بين المعكوفين من البحر اهـ، والدعاء مثل: اللهم اغفر لي. تمت.
(٧) في البحر وندبت. تمت.
(٨) إذ هي أفعال مختلفة فيستحب أن يقارن الذكر كلا منها ليكثر ثوابه وفضله.
(٩) فلما أخره عرف أن الترتيب مستحق من جهة التعبد. تمت.
(١٠) ما بين المعكوفين من المسودة. تمت.
(١١) يعني في حديث تعليم علي # وعثمان وسيأتيان. تمت.