نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

فصل وفروضه

صفحة 70 - الجزء 1

  فصل «٢» وأعضاؤه خمسة:

  الأول: المضمضة والاستنشاق، (القاسم والهادي والمؤيد بالله والإمام أحمد بن سليمان والأمير الحسين والمهدي والحسين المهلا) ويجبان في الوضوء والغسل لقوله ÷ «من توضأ فليتمضمض وليستنشق» [١٢٦]، وقوله ÷ «لا تجزي الصلاة بدونهما» الخبر [١٢٧] ولقطعه ÷ الصلاة ليفعلهما [١٢٨]، وقول علي # أول الوضوء المضمضة والاستنشاق.

  (الهادي والشافعي) وندب جمعهما بماء واحد لرواية علي #، (الإمام يحيى) يجزي الجمع والفصل لرواية ابن مصرف [١٢٩]، (الإمام يحيى والمنصور بالله والإمام) وإزالة الخلالة مندوب غير واجب إذ لا دليل على وجوب المبالغة بغير الاستنشاق فمن أين يلزم تقديم فعل تزال به الخلالة. والجامد في الأنف كالخُلالة، والى هذا ذهب (الأمير الحسين وأبو حنيفة).

  وأما صفة الاستنشاق: فان يجعل الماء في انفه ثم يستطلعه بنفسه إلى خياشيمه ثم يدفعه بنفسه فذلك هو الاستنثار لا ما يتوهم أن معناه إزالة ما يجمد في الأنف مما يمنع وصول الماء، وإنما معناه نثر الماء من الأنف بصوت يشبه العطسة، (الإمام يحيى) وإنما يندب إزالتها باليد فقط من النظافة وهي مندوبة في الجملة.

  الثاني: غسل الوجه واجب إجماعا، (الأمير الحسين والمهدي) والوجه: ما بين الأذنين ومقاص الشعر إلى منتها الذقن مقبلا، ويدخل في ذلك البياض بين الأذنين واللحية، قال في شرح البوسية⁣(⁣١): و (العترة والفريقان) يوجبون الغسل مطلقا⁣(⁣٢)، (ابوطالب والشافعي ومالك) والصُدْغَان⁣(⁣٣) من الرأس، (الإمام يحيى للعترة واحد قولي الشافعي ومالك) والنزعتان والصُدْغَان من الرأس.


  قوله: من توضأ الخ عن النبي ÷ انه قال: «من توضأ فليتمضمض ويستنشق» رواه في الشفاء، وعن علي # قال: جلست أتوضأ فاقبل رسول الله ÷ حين ابتدأت في الوضوء فقال: «تمضمض واستنشق واستنثر» رواه في الأصول، وفيها عنه ÷ «تمضمضوا واستنشقوا»، وعن سلمة بن قيس أن رسول الله ÷ قال: «إذا توضأت فانتثر» أخرجه الترمذي والنسائي.

  قوله: لا يجزي الخ عن النبي ÷ انه قال: «المضمضة والاستنشاق من الوضوء لا يقبل الله الصلاة إلا بهما» رواه في الشفاء.

  قوله: ولقطعه الخ عن عبد الله بن عبدالله بن عتبة انه قال: توضأ النبي ÷ ثم أتى مصلاه فقام في الصلاة فكبر ثم أنفتل فقال: «ذكرت شيئا في الوضوء لا بد منه» فتمضمض واستنشق - رواه في الأصول، وعن علي # أنه دعا بوضوء فتمضمض واستنشق ونثر بيده اليسرى ثم قال: هذا وضوء رسول الله ÷ - أخرجه النسائي.

  قوله: لرواية علي # يعني في وصفه لوضوء رسول الله ÷ فانه قال فيه: «تمضمض واستنشق من كف واحدة» كما سيأتي.

  قوله: لرواية ابن مصرف عن أبيه [عن جده]⁣(⁣٤) قال: دخلت على رسول الله ÷ وهو يتوضأ والماء يسيل من جبهته ولحيته على صدره فرايته يفصل بين المضمضة والاستنشاق - رواه في الشفاء وأخرجه ابوداود.


(١) هي المواهب القدسية على المنظومة البوسية لحسين بن ناصر المهلا، والبوسية هي لأحد علماء الزيدية وهو: الفقيه العلامة أبو القاسم بن علي بن سلامة الحميري الحوالي البوسي |. تمت.

(٢) أي غسل ما بين الأذنين واللحية على الأمرد وغيره، وهذا إشارة إلى خلاف مالك لأنه قال: لا يجب غسل ما بين وتدي الأذن والعارض مطلقا لا على الأمرد ولا على غيره لأنه غير مواجه. تمت.

(٣) قال الإمام عز الدين في شرح البحر والصدغان عبارة عن الشعر الذي تجاوز موضع الأذن المتصل بشعر الرأس مما يلي طرف الجبهة. تمت.

(٤) ما بين المعكوفين من المسودة. تمت.