كتاب اللباس
  (العترة ثم أبو حنيفة) ويكره للرجل لبس المشبع صفرة أو حمرة، قلت(١): إلا بين أهله لنهية ÷ عن لبس المعصفر(٢) للرجال وغيره من المصبوغ إلا في منازلهم بين أهلهم [١٠]، (أبوجعفر وابومضر) وتصح الصلاة فيهما إجماعا، قلت: والكراهة هنا للتنزيه(٣) دليل صرفه عن الحضر إليها جواز لبسه في البيوت وصحة الصلاة فيه وإنما كره لما فيه من التشبه بأهل الشهرة والخيلاء يزيد ذلك بيانا أن أمير المؤمنين لما امتنع يوم صفين من الركوب على ميثرة الديباج وغاشيته(٤) ; قال له ولده محمد: يا أبة في مثل هذا المكان تفعل ذلك فقال: يا بني نعبد الله في كل مكان [١١] مع أن العترة قد أجمعوا على جواز ذلك في الحرب ولم يكونوا ليجمعوا على خلاف قوله ÷ فثبت أنه ترك الجائز وعدل عنه إلى ما هو الأولى، وفي حديث ابن عمر عند الشيخين رأيت رسول الله يصبغ بالصفرة =زاد في رواية النسائي وأبي داود= وقد كان يصبغ بها ثيابه كلها [١٢]، قال ابن رسلان: ذهب جمهور العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم وبه قال (الشافعي وابوحنيفة ومالك) إلى الإباحة، وقال جماعة من العلماء: بالكراهة للتنزيه اهـ، ويؤيد ما ذكرنا حديث البراء رأيته في حلة حمراء(٥) [١٣] عند الشيخين وغيرهما، وحديث أبي جحيفة خرج رسول الله ÷ في حلة حمراء [١٤] عند بخاري، وحديث عامر رأيت رسول الله عليه برد(٦) بأحمر [١٥] عند أبي داود، وحديث جابر أنه كان له ÷ ثوب أحمر يلبسه في العيدين والجمعة [١٦] عند البيهقي.
  قوله: لنهيه ÷ عن لبس الذهب وتختمه، وعن لبس المعصفر، وغيره من المصبوغ إلا في منازلهم بين أهلهم - رواه الهادي إلى الحق في الأحكام وهو طرف من حديث مبسوط.
  قوله: ÷ أن أمير المؤمنين لما امتنع يوم صفين الخ - هو في شرح الإبانة.
  قوله: ÷ حديث ابن عمر قال: رأيت رسول الله ÷ يصبغ بالصفرة - أخرجه بخاري ومسلم، زاد ابوداود والنسائي وقد كان يصبغ بها ثيابه كلها - اهـ.
  قوله: ÷ حديث البراء رايته في حلة حمراء لم أر شيئا قط أحسن منه هذا من طرف حديث أخرجه أحمد وبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبوداود.
  قوله: ÷ حديث أبي جحيفة أنه رأى النبي ÷ خرج في حلة حمراء مشمرا صلى إلى العنزة(٧) ركعتين - أخرجه بخاري وغيره.
  قوله: ÷ حديث عامر رأيت رسول الله ÷ بمنى وهو يخطب على بغلة وعليه برد أحمر أخرجة ابو داود، وقال في البدرالمنير: واسناده حسن.
  قوله: حديث جابر انه كان له ÷ ثوب أحمر يلبسه في العيدين - أخرجه البيهقي.
(١) وأخرج الطبراني في الصغير عن عبدالله بن جعفر قال: رأيت على رسول الله ÷ ثوبين أصفرين -. تمت.
(٢) المعصفر: هو الصبوغ بالعصفر اهـ فتح غفار، قال في المعجم الوسيط العصفر: نبات صيفي من الفصيلة المركبة أنبوبية الزهر يستعمل زهره تابلا ويستخرج منه صبغ أحمر يصبغ به الحرير ونحوه. تمت.
(٣) وفي سيرة المؤيد بالله للمرشد بالله: أن المؤيد بالله # كان يلبس قلنسوة من صوف أحمر مبطنة يحشوها بقطن ويتعمم فوقها صغيرة متوسطة. تمت.
(٤) الميثرة قال في النهاية: هي وطء محشو يترك على رحل البعير تحت الراكب، وقال: هي من مراكب العجم تعمل من حرير أو ديباج. تمت؛ الديباج: هو الثياب المتخذة من الإبريسم فارسي معرب. تمت، والإبريسم: نوع من الحرير. تمت؛ وغاشيته: أي غطاؤه، قال في القاموس: وغاشية وغشية وغشاية وغشاية غطاء. تمت.
(٥) الحلة: إزار ورداء. تمت فتح غفار
(٦) قال في القاموس: البرد بالضم ثوب مخطط وأكسية بلتحف بها الواحدة بهاء. تمت.
(٧) العنزة: بفتحتين أطول من العصا وأقصر من الرمح وفيه زج كزج الرمح. تمت مختار