نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

كتاب اللباس

صفحة 136 - الجزء 2

  فصل «٥» والتحية مشروعة إجماعا لقوله تعالى {فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ}⁣[النور: ٦١]، {قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ}⁣[هود: ٦٩].

  وهي من المبتدئ سنة مؤكدة لقوله تعالى {فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ}⁣[النور: ٦١] وقوله ÷ «أفشوا السلام بينكم» [٥٦]، ومن المجيب فرض لقوله تعالى {أَوْ رُدُّوهَا}⁣[النساء: ٨٦].

  ويقول المبتدئ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لفعل علي # لما يدخل المسجد. ولقوله ÷ «قل السلام عليكم وليقل المجيب وعليكم السلام» لحديث الترمذي [٥٧].

  وعنه ÷ «يسلم الراكب على الماشي وإذا سلم من القوم واحد أجزى عنهم» [٨٥]، وعنه ÷ أنه قال: «إن اليهود إذا سلموا عليكم فإنما يقولون السام عليكم فقولوا وعليكم» [٥٩] رواهما في الأحكام.

  وعنه ÷ «يجزي عن الجماعة إذا مرت أن يسلم أحدهم ويجزي عن القعود أن يرد أحدهم» [٦٠] رواه (ابوطالب)، وفيه دليل أن المار يبتدئ القاعد بالسلام، قلت: وقوله ÷ «للمسلم على المسلم ست من المعروف يسلم عليه إذا لقيه ..» الخبر [٦١] عند (أبي طالب) يدل على أن الكافر والفاسق لا يسلم عليهما إذ ليس بمعروف، يؤيده قول علي # ستة لا يسلم عليهم اليهودي والنصراني والمجوسي والمتفكهين⁣(⁣١) بالأمهات والذين بين أيديهم الخمور والرياحين⁣(⁣٢) والذين يلعبون بالشطرنج [٦٢].


  قوله: ÷ أفشوا السلام عن علي # قال: قال رسول الله ÷: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم»؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: «أفشوا السلام بينكم وتواصلوا وتباذلوا» رواه في المجموع.

  قوله: ÷ لفعل علي # تقدم في آخر الصلاة.

  قوله: ÷ قل السلام الخ عن جابر بن سليم قال: قلت عليك السلام يا رسول الله مرتين قال: «لا تقل عليك السلام، عليك السلام تحية الميت⁣(⁣٣) قل السلام عليك» رواه أبوطالب في أماليه وأخرجه ابوداود والترمذي واللفظ للأمالي إلا أن الترمذي زاد «فيقول الراد عليك السلام».

  قوله: وعنه ÷ «يسلم الراكب على الماشي وإذا سلم من القوم واحد أجزئ عنهم»، وعنه ÷ أنه قال: «إن اليهود إذا سلموا عليكم فإنما يقولون السام⁣(⁣٤) عليكم فقولوا وعليكم» رواهما الهادي إلى الحق في الأحكام.

  قوله: ÷ وعنه «يجزي عن الجماعة إذا مرت أن يسلم أحدهم ويجزي عن القعود أن يرد احدهم» رواه أبوطالب في أماليه وأخرجه أبوداود عن علي # مرفوعا.

  قوله: ÷ للمسلم الخ عن علي # قال: قال رسول الله ÷: «للمسلم على المسلم ست من المعروف يسلم عليه إذا لقيه ويجيبه إذا دعاه ويعوده إذا مرض ويحضر جنازته ويحب له ما يحب لنفسه» رواه ابوطالب في أماليه.

  قوله: ÷ قول علي # ستة لا يسلم عليهم اليهودي والنصراني والمجوسي والمتفكهين بالأمهات والذين بين أيديهم الخمور والرياحين والذين يلعبون بالشطرنج - رواه في العلوم.


(١) قال في العلوم: قال أبوجعفر: المتفكهون بأمهاتهم، الذين يعيبون الناس بما يكرهون حتى يشتموا. تمت.

(٢) قال في المصباح: والريحان كل نبات طيب الريح ولكن إذا أطلق عند العامة انصرف إلى نبات مخصوص جمعه على رياحين. تمت.

(٣) قال النووي وغيره ما حاصله ومعناه: أنه ليس المراد بقول النبي ÷ «إن عليك السلام تحية الموتى» أن ذلك هو المشروع لزائر القبور ونحوه كما يظن بعض الناس إذ قد ثبت عنه ÷ أنه كان يقول عند زيارة القبور «السلام عليكم ورحمة الله» كما تقدم وإنما أراد ÷ أن ذلك اعتقاد الجاهلية فكأنه قال: إن عليك السلام تحية الموتى في اعتيادكم والله أعلم. تمت تخريج بحر لابن بهران.

(٤) السام: الموت. تمت.