نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

كتاب اللباس

صفحة 138 - الجزء 2

  وتصح المعانقة عند عامة العلماء، قلت: والقبلة⁣(⁣١) لليد والرأس لفعله ÷ بعلي # [٦٦]، وإذنه للأعرابي [٦٧].

  ولا يصح الإنحناء⁣(⁣٢) لنهيه ÷ [٦٨].

  (الإمام يحيى) ويحضر التقبيل في الفم لغير الزوجين إجماعا، (المهدي والإمام) إلا الوالد لطفله لفعله ÷ [٦٩].

  (الناصر وابوطالب والإمام يحيى ثم الشافعي) ويكره⁣(⁣٣) تقبيل القدم لما فيه من الكبر⁣(⁣٤) وإذ لم يرد فيه أثر.


  قوله: لفعله ÷ روي أنه عانق عليا # عند قدومه من اليمن وقبل بين عينيه - رواه في الشفاء، وعن أنس قال: بعث رسول الله ÷ مصدقا إلى قوم فعدوا على المصدق فقتلوه فبعث علي # فقتل المقاتلة وسبى الذرية فبلغ النبي ÷ فسره فلما بلغ أدنى المدينة تلقاه رسول الله ÷ فاعتنقه وقبل بين عينيه وقال: «بأبي أنت وأمي من شد الله عضدي به كما شدّ عضد موسى بهارون» رواه في الأمالي لأبي طالب، وروي أن كعب بن مالك قبل يدي رسول الله ÷ - رواه في الشفاء، وفيه من حديث ابن عمر في قصة أهل مؤتة فدنونا فقبلنا يده ÷ - وسيأتي إنشاء الله.

  قوله: وإذنه ÷ للأعرابي روي أن أعرابيا استاذن النبي ÷ ان يقبل رأسه ويده ففعل ذلك - رواه في الشفاء.

  قوله: ÷ لنهيه روي انس أن النبي ÷ سئل أينحني بعضنا لبعض؟ قال: «لا»، قال: فيعانق بعضنا بعضا إذا التقينا؟ قال: «لا» قال: فيصافح بعضنا بعضا؟ قال: «فتصافحوا» رواه في الشفاء⁣(⁣٥).

  قوله: ÷ لفعله عن علي # قال: لما ثقل رسول الله ÷ في مرضه والبيت غاص بمن فيه قال: «ادعوا لي الحسن والحسين» فدعوتهما فجعل يلثمهما حتى أغمي عليه، فجعل علي # يرفعهما عن وجه رسول الله ÷ قال: ففتح رسول الله ÷ عينيه وقال: «دعهما يتمتعان مني وأتمتع منهما فإنه سيصيبهما بعدي أثرة⁣(⁣٦)» الخبر رواه في المجموع وأبو طالب في أماليه، وقوله ÷ يلثهما: يعني يقبلهما بفمه ÷، قال في القاموس: لثم فاها كسمع وضرب قبّلها اهـ⁣(⁣٧). تمت.


(١) وأخرج الواقدي في المغازي عن أبي سعيد قال: إنه لقي رسول الله ÷ يعني يوم أحد والناس متفرقين ببطن قناة فلم يكن همه إلا النبي ÷ ينظر إليه فلم رآني قال: «سعد بن مالك» قلت: نعم بأبي أنت وأمي ودنوت منه فقبلت ركبته وهو على فرسه فقال: «أجرك الله في أبيك». تمت.

(٢) من غير تقبيل لأن فيه تشبه بالنصاري وأما مع التقبيل فيجوز إذ لا يتم تقبيل شيء من الجسد إلا مع الإنحناء وكتقبيل الحجر الأسود والمسلمون مجموعون على استحبابه. تمت.

(٣) نسبه في البحر إلى الإمام يحيى # ولم يذكر الناصر وأباطالب والشافعي فينظر. تمت.

(٤) قال في البحر: قلت إلا للوالد أو الإمام اهـ، والعالم اهـ نجري بل أخرج الحاكم وصححه أن أعرابيا قال: يا رسول الله إئذن لي فاقبل رأسك ورجليك فاذن له ففعل -. تمت.

(٥) حديث الإنحناء قد طعن في إسناده كيف وقد عانق النبي ÷ الوصي # بالرواية الصحيحة وأخرج الحاكم وصححه من حديث بريدة أن أعرابيا قال: يارسول الله ائذن لي فأقبل رأسك ورجلك فاذن له ففعل. تمت من هامش احدى نسخ نجوم الأنظار، ولا بد من الإنحناء مع ذلك. تمت.

(٦) وصدر الحديث يدل على عظم منزلة الحسنين ® عند رسول الله ÷ وعلوّ شأنهما لديه ومحبته لهما وعلى تأثره ÷ وحزنه على ما سيصيبهما من الاستنثار بعده اهـ من تتمة الروض، وفي النهاية الأثرة بفتح الهمزة والتاء وقال: الإستنثار الإنفراد بالشيء. تمت.

(٧) ليس في هذا الحديث دليل على جواز تقبيل الوالد لطفله في فمه لعدم التصريح فيه بأنه ÷ قبل الحسنين في فميهما وإنما فيه أنه لثمهما واللثم: التقبيل كما ذكره أهل اللغة وهو أعم من أن يكون في الفم أو غيره، وأما قول صاحب القاموس لثم فاها كسمع وضرب قبلها فقد صرح بموضع اللثم وهو الفم، إلا إذا قيل أنه لا يستعمل اللثم في اللغة إلا إذا كان التقبيل في الفم فمحتمل لأنه موضع اللثام والله أعلم. تمت، والأولى في الإحتجاج على جواز تقبيل الوالد لطفله في الفم ما ذكره ابن بهران في تخريجه أنه لم أتي براسه (أي الحسين) فوضع في طشت بين يدي يزيد جعل ينكت ثناياه بمخصرة في يده فقال له أبو برزة: ارفع قضيبك فوالله لربما رأيت فاه رسول الله ÷ على فيه يلثمه -، وفي رواية يضع فاه حيث تنكت بقضيبك - أو كما قال. تمت.