كتاب الاستئذان
  والمشروع للمستأذن أن يقول أنا فلان لا أنا، لحديث جابر عند بخاري ومسلم [٥]، وأن لا يستقبل الباب ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر لفعله ÷ [٦]، وعنه ÷ أنه قال: «هكذا عنك أو هكذا فإنما الاستئذان من النظر» [٧]، وندب للغائب ألا يطرق أهله ليلا حتى يعلموا به لحديث جابر عند الشيخين وحديثه عند مسلم [٨].
  (الإمام) ويستأذن الصغير والمملوك فجرا وظهرا وعشاء للآية، والظاهر أن سبب نزولها أن هذه الأوقات الثلاثة كان المسلمون في ذلك الزمان يختارون إتيان نسائهم فيها ليتطهروا للصلاة ومن الجنابة طهرا واحدا ذكره (الهادي #)، قلت: فإذا كانت العلة هي أن هذه الأوقات أوقات خلوة ومباشرة ووضع ثياب واختلف الزمان فإنه يجب الاستئذان كذلك لئلا يطلع على ما لأجله أمر الشارع به والله أعلم.
  قوله: لحديث جابر قال: أتيت رسول الله ÷ في أمر دين [كان](١) على أبي فدققت الباب فقال: «من ذا»؟ فقلت: أنا، فخرج وهو يقول: «أنا أنا» كأنه يكرهه - أخرجه بخاري ومسلم والترمذي وأبوداود.
  قوله: لفعله ÷ عن عبدالله بن بسر قال: كان رسول الله ÷ إذا أتى إلى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر فيقول: «السلام عليكم السلام عليكم» رواه في الشفاء وأخرجه ابوداود.
  قوله: وعنه ÷ الخ عن هذيل(٢) بن شرحبيل قال: جاء رجل فوقف على باب النبي ÷ يستاذن فقام على الباب قال عثمان بن أبي شيبة في حديثه: مستقبل الباب فقال النبي ÷ «هكذا عنك أو هكذا فإنما الاستئذان من النظر» رواه في الشفاء ونسبه إلى أبي داود.
  قوله: ÷ لحديث جابر كنا مع النبي ÷ في غزوة فلما قدمنا ذهبنا لندخل فقال: «امهلوا حتى ندخل ليلا =أي عشاء= لكي تمتشط الشعثة(٣) وتستحد(٤) المُغِيبَة(٥)» أخرجه أحمد وبخاري ومسلم، وعن جابر قال: نهى نبي الله ÷ أن يطرق الرجل أهله ليلاً يتخونهم(٦) أو يطلب عثراتهم - أخرجه مسلم.
(١) ما بين المعكوفين من تخريج البحر. تمت.
(٢) في تخريج ابن بهران: هزيل بالزاي المعجمة، وكذلك في الجداول وترجم له. تمت.
(٣) الشعثة: التي لم تدهن شعرها وتمشطه. تمت فتح غفار.
(٤) قال في النهاية: الإستحداد وهو حلق العانة بالحديد. تمت.
(٥) المغيبة: التي غاب عنها زوجها. تمت سبل السلام.
(٦) وقوله ÷ يتخونهم أو يطلب عثراتهم: أي يظن وقوع الخيانة له من أهله، والعثرات جمع عثرة وهي الزلة. تمت فتح غفار.