كتاب القضاء والحكم
كتاب القضاء والحكم
  قال الله تعالى {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ}[النساء: ١٠٥] الآية، {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ}[المائدة: ٤٩]، {فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى}[ص: ٢٦]، {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}[المائدة: ٤٤]، و {الظَّالِمُونَ}[المائدة: ٤٥]، و {الْفَاسِقُونَ}[المائدة: ٤٧]، وعنه ÷ «القضاة ثلاثة: إثنان في النار، وواحد في الجنة فقاض علم الحق فقضى به فهو في الجنة، وأما القاضيان اللذان في النار: فقاض عرف الحق فجار متعمدا، وقاض قضى بغير علم واستحي أن يقول لا أعلم فهما في النار» [١]، وعن علي # القضاة ثلاثة قاضيان في النار وقاض في الجنة: قاض قضى فترك الحق وهو يعلم، وقاض قضى بغير الحق وهو لا يعلم فهذان في النار، وقاض قضى بالحق وهو يعلم فهو في الجنة [٢]، وعنه ÷ «من ولي القضاء فقد ذبح بغير سكين» [٣] أي من ولي القضاء بغير علم، فهذه الأدلة تدل على أمور: -
  أحدها: خطر القضاء والوعيد عليه لمن تقلده بغير علم، أو جار فيه متعمدا، يؤيد ذلك حديث (عائشة) عنه ÷ «ليأتين على القاضي يوم يود أن لو لم يقض بين اثنين في تمرة» [٤] رواه أبوجعفر، وحديث (النفس الزكية) عن آبائه يرفعه «لجهنم باب لا يروحه إلا من حكم بغير ما انزل الله» [٥].
  ثانيها: أنها تدل على ندبية القيام به على وجه الحق والإنصاف لمن كملت فيه شرائط القضاء، وذلك مما لا خلاف فيه بين المسلمين، يؤكد ذلك قوله ÷ «اقض فإن أصبت فلك عشر حسنات وإن أخطأت فلك حسنة» [٦]،
  كتاب القضاء
  قوله: وعنه ÷ أنه قال: «القضاة ثلاثة اثنان في النار وواحد في الجنة فأما الذي في الجنة فقاض علم الحق فقضى به فهو في الجنة وأما القاضيان اللذان في النار: فقاض عرف الحق فجار متعمدا وقاض قضى بغير علم فاستحيى أن يقول لا أعلم فهما في النار» رواه في الأحكام وشرح الإبانة وأخرج نحوه من حديث بريدة ابن ماجة وأبوداود والترمذي والنسائي والحاكم وصححه
  قوله: وعن علي # أنه قال: القضاة ثلاثة قاضيان في النار وقاض في الجنة: قاض قضى فترك الحق وهو يعلم وقاض قضى بغير الحق وهو لا يعلم فهذان في النار وقاض قضى بالحق وهو يعلم فهو في الجنة - رواه في المجموع
  قوله: وعنه ÷ «من ولي القضاء فقد ذبح بغير سكين» رواه في الأحكام والأصول
  قوله: حديث عائشة عنه ÷ «ليأتين على القاضي يوم يود أن لو لم يقض بين اثنين في تمرة» رواه أبو جعفر في شرح الإبانة وأخرجه أحمد والعقيلي وابن حبان والبيهقي قال البيهقي: [عمران بن حطان] الراوي عن عائشة لا يتابع عليه، قلت: عمران هذا رأس الخوارج من أكابر المارقة كلاب أهل النار بنص سيد الأكوان صلى الله عليه وآله الكرام والعجب من العجلي وتوثيقه لهذا الكلب لكن لا غرو من لهج بشيء جبل عليه وهكذا عادتهم فيمن حاد الله وناصب أهل بيت نبيه ÷.
  قوله: وحديث النفس الزكية عن آبائه يرفعه «لجهنم باب لا يروحه إلا من حكم بغير ما أنزل الله» رواه في المنهاج.
  قوله: فلك عشر حسنات الخ عن [عقبة بن عامر] قال: جاء إلى رسول الله ÷ خصمان فقال: «اقض بينهما يا عقبة» فقلت: يا رسول الله أقضي بينهما وأنت حاضر! قال: «اقض فإن أصبت فلك عشر حسنات وإن أخطأت فلك حسنة واحدة» رواه في الأصول والشفاء لكن عقبة لا يحتج بروايته لفسقه ومحاربته للوصي وتوليه لمعاوية -