نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

كتاب القضاء والحكم

صفحة 185 - الجزء 2

  وقوله ÷ «إذا جلس القاضي في مجلسه هبط عليه ملكان يسددانه ويرشدانه ويوفقانه» الخبر [٧]، وقوله ÷ في خبر السابقين إلى ظل العرش «وإذا حكموا بين الناس حكموا كحكمهم لأنفسهم» [٨] رواهما في المنهاج.

  ثالثها: أنها تدل على أنه يتعين على من لا يغني عنه غيره كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكقيامه به ÷ -، ووصيه في أيام ولايته - مع أن في الإعراض عنه ذريعة إلى تعطيل الأحكام، وفيها فساد البلاد والعباد {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ}⁣[البقرة: ٢٠٥]، {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ}⁣[ص: ٢٦]، وترك قمع الفساد بتعطيل الأحكام يكون من باب ترك الحكم بما أنزل الله على العباد.

  ورابعها: أنها تدل على سقوطه مع غناء غيره عنه، وبيانه: سقوطه عن أصحاب النبي ÷ لما قام به في زمانه، وأصحاب الوصي لما قام به هو وشريح؛ بل ربما كره لقوله ÷ «من سأل القضاء وكل إليه» [٩].

  فصل «١» ولا يصح في وقت الإمام إلا من جهته لقول علي # خمسة أشياء إلى الإمام - الخبر.

  (الهدوية ثم أبو حنيفة) وللإمام وحاكمه نقض حكم المحكّم في ولايته إن خالف إجتهاده، وترافعوا إليه كالإجتهاد إذ ليس بحكم حقيقي.


  قوله: وقوله ÷ الخ عن ابن عباس قال: قال رسول الله ÷: «إذا جلس القاضي في مجلسه هبط عليه ملكان يسددانه ويرشدانه ويوفقانه وإذا جار وترك الحق تركاه» رواه في شرح الإبانة والمنهاج الجلي وأخرجه البيهقي من طريق يحيى بن زيد الأشعري عن ابن جريج عن عطا عنه وللطبراني معناه، حديث وائلة بن الأسقع.

  قوله: وفي خبر السابقين الخ عن النبي ÷ أنه قال: «هل تدرون من السابقون إلى ظل يوم القيامة»؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: «الذين إذا أعطوا الحق قبلوه والذين إذا شكوا تركوه وإذا حكموا للناس حكموا كحكمهم لأنفسهم» رواه في المنهاج، ورواه في شرح الإبانة بلفظ «إذا أعطوا الحق قبلوه وإذا سئلوا بذلوه» الخبر، وأخرجه أحمد وأبونعيم وأبوالعباس بن اللقاص⁣(⁣١) من حديث عائشة وفيه] ابن لهيعة [، قلت: وهو موثق، وعن ابن عمر⁣(⁣٢) قال: قال رسول الله ÷: «إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا» أخرجه مسلم والنسائي وأحمد.

  قوله: لقوله ÷ «من سأل القضاء وكل إليه» رواه في الأحكام والأصول، وعن أنس قال: قال رسول الله ÷: «من سأل القضاء وكل إلى نفسه ومن جبر عليه ينزل عليه ملك يسدده» أخرجه أحمد وابوداود والترمذي وابن ماجة والطبراني والبزار والحاكم وصححه.

  قوله: لقول علي خمسة أشياء الخ تقدم في صلاة الجمعة.


(١) لعله أبو العباس عبدالرحمن بن القاص ذكره في الروض عند ذكر حديث لا وصية لوارث اهـ، قال في نيل الأوطار (ج ١٣ / ص ٣٠٤) في ذكر حديث السابقين: ورواه أبو العباس بن القاصِّ في كتاب آداب القضاء له. تمت.

(٢) في تخريج ابن بهران عن عبدالله بن عمرو بن العاص من رواية مسلم والنسائي. تمت.