نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

فصل في الشك

صفحة 80 - الجزء 1

  وندب نتف الإبط وحلق العانة ولو بالنورة، ولا يتعديان الأربعين لخبر انس [١٧٨]، ومن كان قد تعود حلق الإبط كفاه، وقلم الظفر، ولا يمنع الوسخ صحة الوضوء⁣(⁣١) إذ أمر ÷ بالتقليم لا بالإعادة، ويقطع سر الولد⁣(⁣٢).

  وندب أن يدهن غبا⁣(⁣٣)، ويزيل وسخ معاطف الأذن وقعر الصماخ⁣(⁣٤)، ورطوبات الأنف المنعقدة، وقلح الأسنان، وحرج اللسان⁣(⁣٥)، وترجيل الشعر⁣(⁣٦) [١٧٩]، وتنظيف البراجم⁣(⁣٧) لقول جبريل: مر أمتك [١٨٠]، وجملة البدن بالحمام، ونحوه⁣(⁣٨) مع الستر كفعل الصحابة [١٨١] وذلك كله لقوله تعالى {وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ٢٢٢}⁣[البقرة]، وقوله ÷ «ويحب⁣(⁣٩) النظافة» [١٨٢].


  قوله: لخبر انس عن انس قال: وقت لنا رسول الله ÷ - وفي رواية - وقت لنا⁣(⁣١٠) في قص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة أن لا نترك أكثر من أربعين ليلة - أخرجه ابوداود والترمذي.

  وقوله: وقِت لنا اصح - وأخرجه مسلم والنسائي بنحوه.

  قوله: وترجيل الشعر عن عطاء بن يسار قال: كان رسول الله ÷ في المسجد فدخل رجل ثائر الرأس واللحية فأشار إليه بيده كأنه يأمره بإصلاح شعره ولحيته [ففعل ثم رجع]⁣(⁣١١) فقال رسول الله ÷: «أليس خيرا من أن يأتي أحدكم ثائر⁣(⁣١٢) الرأس كأنه شيطان» أخرجه في الموطأ، وعن جابر قال: رأى رسول الله ÷ رجلا رأسه شعث فقال: «أما وجد هذا ما يسكن به شعره»، ورأى رجلا على ثيابه وسخ⁣(⁣١٣) فقال: «أما كان هذا يجد ما يغسل به ثوبه» أخرجه ابوداود.

  قوله: مر أمتك الخ روي أن النبي ÷ استبطأ الوحي فلما هبط عليه جبريل قال: ننزل عليكم وانتم لا تغسلون براجمكم ولا تنظفون روائحكم وانتم قلح لا تستاكون مر أمتك بذلك - رواه في الانتصار، وفيه عن النبي ÷ قال: يطلب أحدكم خبر السماء⁣(⁣١٤) «وأظفاره كمخالب الطير»، وفي الشفاء وفي الحديث «كيف لا يحبس الوحي وانتم لا تقلمون أظفاركم ولا تقصون شواربكم ولا تنقون براجمكم».

  قوله: كفعل الصحابة قال في التخريج: فان المشهور عنهم أنهم دخلوا حمامات الشام، ومن كلام بعضهم: نعم البيت الحمام يذهب الدرن ويذكر بالنار.

  قوله: ويحب الخ عن (سعيد بن المسيب) انه سمع يقول إن الله طيب يحب الطيب نظيف يحب النظافة كريم يحب الكرم جواد يحب الجود فتنظفوا - أراه قال - أخبيتكم فلا تشبهوا باليهود⁣(⁣١٥) - قال الراوي: فذكرت ذلك لمهاجر بن مسمار فقال حدثنيه عامر بن سعد عن أبيه عن النبي ÷ مثله إلا انه قال: «نظفوا أفنيتكم» أخرجه الترمذي.


(١) قلت: الأولى تنضيف ما تحت الأظفار لحديث وابصة بن سعيد سألت النبي ÷ عن الوسخ الذي يكون في الأظفار؟ فقال: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك» أخرجه الطبراني وسكت عنه العراقي، وفي الجامع الكافي بلغنا عن رسول الله ÷ أنه سها في الصلاة فقال: «كيف لا أسهو والرفث في أضلافكم» يعني الوسخ الذي يكون بين الظفر واللحم. تمت من خط المؤلف |.

(٢) عند الولادة وهو عرق متصل بالمشيمة عند خروج المولود. تمت.

(٣) ومعنى غبا: أن يدهن يوما ويترك يوما ولا يكون على جهة الإستمرار ليتوسط الجفاف ولا تستمر رطوبة الدهن. تمت.

(٤) الصماخ ثقب الإذن. تمت.

(٥) حرج اللسان: قال في شرح البحر للإمام عز الدين: قلت لعله يريد ما يعلق من الصفرة والتغير والدرن ولم نقف على استعمال الحرج بهذا المعنى في شيء من كتب اللغة وإنما يستعمله العامة في ذلك وفيما يعلوا الشفاة منه لمرض أو غيره. تمت.

(٦) ترجيل الشعر هو تسريحه وتنظيفه وتحسينه. تمت شرح بحر.

(٧) البراجم قال في النهاية: هي العقد التي في ظهور الأصابع يجتمع فيها الوسخ الواحدة: برجمة بالضم. تمت.

(٨) مما يزيل الدرن كالإغتسال بالماء ولو مع استعمال السدر ونحوه. تمت شرح بحر.

(٩) في الحديث «يحب» بدون واو كذلك في التخريج وفي البحر. تمت.

(١٠) في المسودة: وقت لنا، وفي رواية وقت لنا رسول الله ÷ اهـ ومثله في تخريج البحر. تمت.

(١١) ما بين المعكوفين من المسودة وهو كذلك في تخريج ابن بهران. تمت.

(١٢) ثار الرأس أي منتشر شعر الرأس لا عهد له بالدهن ولا التسريح. تمت تخريج ابن بهران.

(١٣) في سنن أبي داود عليه ثياب وسخة. تمت.

(١٤) أراد بخبر السماء: إدراك العلوم الدينية لأنها أخبار السماء. تمت حاشية شرح الأزهار ج/٢ - ص ٧٣ -.

(١٥) في تخريج البحر: فنظفوا أراه قال أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود -. تمت.