نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

باب الحجب والإسقاط

صفحة 275 - الجزء 2

  وقال علي # انظروا أهل بيت نبيكم فالزموا سمتهم =إلى أن قال=: فان لبدوا فالبدوا⁣(⁣١) وإن نهضوا فانهضوا ولا تسبقوهم فتضلوا ولا تأخروا عنهم فتهلكوا، وقال فيهم: هم دعائم الإسلام وولائج الاعتصام⁣(⁣٢) بهم عاد الحق في نصابه⁣(⁣٣) وانزاح الباطل⁣(⁣٤) عن مقامه [٣].

  الثاني: أن يكون ذكرا حرا مكلفا إجماعا بين المسلمين.

  الثالث: العلم فيجب أن يكون مجتهدا إجماعا ليتمكن من إجراء الشريعة على قوانينها، قال تعالى {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى}⁣[يونس: ٣٥] وهذه حقيقة المقلد لا يهدي إلى الحق إلا أن يهدى قال تعالى {فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}⁣[يونس: ٣٥].

  قال علي بن أبي طالب #: لنحن أهل هذا البيت أحق بهذا الأمر ما كان فينا القارئ لكتاب الله الفقيه في الدين العالم بالسنة [٤]، (عز الدين بن الحسن) وهذا هو الاجتهاد بلا شك؛ وقال ÷: «من استعمل عاملا وهو يعلم أن في المسلمين أولى بذلك منه واعلم بكتاب الله وسنة نبيئه فقد خان الله» الخبر [٥]، وقال علي #: لا يفتي الناس إلا من قرأ القرآن وعلم الناسخ والمنسوخ وفقه السنة وعلم الفرائض والمواريث [٦]، فإذا كان هذا الشرط في غيره فبطريق الأولى والأحرى أن يكون في الإمامة.


  قوله: وقال علي #: انظروا أهل بيت نبيكم فالزموا سمتهم =إلى أن قال= فان لبدوا فالبدوا وان نهضوا فانهضوا ولا تسبقوهم فتضلوا ولا تأخروا عنهم فتهلكوا -، وقال فيهم: هم دعائم الإسلام وولائج الاعتصام بهم عاد الحق في نصابه وانزاح الباطل عن مقامه - رواه في النهج⁣(⁣٥).

  قوله: قال علي بن أبي طالب #: لنحن أهل هذا البيت أحق بهذا الأمر ما كان فينا القارئ لكتاب الله الفقيه في الدين العالم بالسنة - ذكره في المسائل ونسبه إلى الإمام عز الدين في المعراج، ونسبه ابن أبي الحديد إلى أبي بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري في كتاب السقيفة قال: حدثني⁣(⁣٦) أحمد بن إسحاق قال: حدثنا أحمد بن سيار قال: حدثنا سعيد بن كثير الأنصاري فذكره في حديث طويل بلفظ: فوالله يا معاشر المهاجرين لنحن أهل البيت أحق بهذا الأمر منكم =فذكره وزاد= المضطلع⁣(⁣٧) بأمر الرعية والله انه فينا فلا تتبعوا الهوى فتزدادوا من الحق بعدا -.

  قوله: من استعمل عاملا الخ عن ابن عباس قال: قال رسول الله ÷: «من استعمل عاملا وهو يعلم أن في المسلمين أولى بذلك منه واعلم بكتاب الله وسنة نبيئه فقد خان الله ورسوله وجميع المسلمين ومن تولى شيئا من حوائج الناس لم ينظر الله في حاجته حتى يقضي حوائجهم ويؤدي حقوقهم» رواه ابوطالب في أماليه والشفاء.

  قوله: وقال علي #: لا يفتي الناس إلا من قرأ القرآن وعلم الناسخ والمنسوخ وفقه السنة وعلم الفرائض والمواريث. رواه في المجموع.


(١) السمت بالفتح: طريقهم أوحى لهم أو قصدهم اهـ من فهرس ألفاظ النهج، لبد بالمكان إذا أقام فيه اهـ شرح النهج للإمام يحيى. تمت.

(٢) وولائج الإعتصام: ولائج جمع وليجة وهو ما يدخل فيه السائر إعتصاما من مطر أو برد أو توقيا من مفترس اهـ فهرس ألفاظ النهج، والمعنى: دخائلة الحسنة التي يعتصم بها كل أحد ويلجأ إليها وتكون عمدة له في إسلامه وديانته. تمت شرح النهج للإمام يحيى.

(٣) نصاب الحق: أصله، والأصل في معنى النصاب مقبض السكين فكان الحق نصل ينفصل عن مقبضه ويعود إليه. تمت فهرس ألفاظ النهج، قال الإمام يحيى: والمعنى يشير إلى نفسه بعد اضطراب الأمر في خلافة عثمان وظهور الفتنة بقتله واضطراب أمر المسلمين في ذلك. تمت شرح نهج.

(٤) انزاح يعني زال. تمت فهرس ألفاظ النهج.

(٥) في موضعين منه. تمت.

(٦) في نسخة من تخريج النجوم حدثنا. تمت.

(٧) قال في شرح النهج للإمام يحيى: الضلاعة القوة، واضطلع قويّ. تمت.