باب الحجب والإسقاط
  الرابع: العدالة بإجماع السلف، ويدخل تحتها الورع الحاجز له عن التقحم في الشبهات والتورط في الهلكات إذ الورع ملاك الدين(١) وزمام طاعة رب العالمين، ومن لم يكن بهذه المثابة يسرع إلى قبض الأموال المحرمة واستباحة الدماء والفروج والإراغة(٢) في التوثب فيها والولوج، فلا يصح فاسق تصريحا ولا تأويلا(٣) قال تعالى {لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ١٢٤}[البقرة: ١٢٤].
  الخامس: الشجاعة والمراد بذلك أن يكون رابط الجأش(٤) ثابت القلب يثبت في الحروب، ويفهم أمور السياسات و [الوجه](٥) إجماع أهل البيت $ انه لا يصلح الإمام الخوِر(٦) الجبان لبناء الإمامة على الجهاد والذب عن المسلمين وغزو جنبة الكافرين ولن يكون كذلك جبان.
  السادس: السخاء وهو أن يكون معه من السماحة ما يتأتى معه صرف الأموال والحقوق في مستحقها، فلا يصده بخل عن ذلك والوجه في ذلك إجماع الصحابة، وعن أمير المؤمنين في النهج: ألا إن إعطاء المال في غير حقه تبذير وإسراف وهو يرفع صاحبه في الدنيا ويضعه في الآخرة ويكرمه في الناس ويهينه عند الله [٧] اهـ.
  السابع: أن يكون ليس بذي آفة تمنعه من القيام بأمر الإمامة والنظر في أمور الأمة، فلا يكون ذا عمى أو إقعاد أو صمم أو معتوها إجماعا ولا صبيا ولا مجنونا إجماعا.
  الثامن: أن يكون ذا تدبير حسن إجماعا، وذلك بأن يكون أكثر رأيه الإصابة في الحرب والسلم والسياسة، وإذ أمور الإمامة متعلق(٧) بحسن التدبير فيدني من كان إدناءه ينفع المسلمين ويقصي من كان إقصاءه يذل الجبابرة العمين.
  فصل «٢» (الإمام يحيى للعترة ثم البلخي) ولا يجوز عقد الإمامة للمفضول، واختاره والدنا ثبته الله، والوجه قوله ÷ «من استعمل عاملا ..» الخبر، وقول علي # إن أحق الناس بهذا الأمر أقواهم عليه وأعلمهم بأمر الله ø [٨]، فأما مع العذر فيجوز، (المهدي) إجماعا.
  (الإمام يحيى) ومتى دعا ثم خذله أعوانه لزمه الصبر حتى يفتح الله عليه كصبر الأنبياء صلى الله عليهم وسلم نوح ومحمد ويونس، فان وجد أعوانا فعليه القيام بما إليه(٨) الجهاد ومنابذة الظلمة وإقامة الحدود،
  قوله: وعن أمير المؤمنين # انه قال: إن إعطاء المال في غير حقه تبذير وإسراف وهو يرفع صاحبه في الدنيا ويضعه في الآخرة ويكرمه في الناس ويهينه عند الله - رواه في النهج ..
  قوله: وقول علي # إن أحق الناس بهذا الأمر أقواهم عليه وأعلمهم بأمر الله عز وجل - رواه في النهج.
(١) أي قِوامه، أي يتقوم وينتظم به أي بالورع. تمت.
(٢) راغ روغا وروغانا ذهب يمنه ويسرة في سرعة خديعة فهو لا يستقر في جهة. تمت مصباح.
(٣) وحقيقة التصريح: هو ما أقدم عليه فاعله وهو عالم بقبحة غير مدل فيه بشبهة، وحقيقة التأويل هو ما أدلى فيه بشبهة وأقدم عليه معتقدا حقيقة حقيته. تمت معيار اهـ حاشية شرح الأزهار.
(٤) الجأش مهموز روع القلب إذا اضطرب عند الفزع. تمت شرح أساس، أي شديد القلب وثابته. تمت.
(٥) ما بين المعكوفين اثبتناه ليستقيم الكلام. تمت.
(٦) خار يخور ضعف. تمت مصباح.
(٧) الصواب متعلقة. تمت.
(٨) عبارة البحر: بما إليه أمره من الجهاد ... الخ. تمت.