باب الحجب والإسقاط
  (الإمام) وإن دعا ولم يجبه من ينتفع به في الوجه المقصود، وعرف المتأخر انه إن دعا وجد الناصر على إمضاء الأحكام على الوجه المشرع وجب عليه القيام، وصار الأول كأن لم يكن إذ بطل النفع في الوجه المقصود كالوقف، ولأدلة نقل المصالح، لكن لا يجوز للآخر أن يدعو إلا بعد الأياس من إجابة الأول ونهوضه فإذا أيس وجب عليه لقيام الحجة بوجود الناصر، والأول غير واجب عليه إذ لم تقم عليه الحجة لما مر عن علي #، وهذا مع اتحاد الدار.
  قلت: وطريقها: الدعوة(١) إلى جهاد الظالمين وإقامة الحدود والجُمَع وهو إجماع أهل البيت وشيعتهم.
  (العترة ثم أبو حنيفة وأصحابه) وله الاستعانة بالكفار والفساق حيث يستقيموا على أوامره ونواهيه وهو إجماع أهل البيت $، ولفعله ÷ يوم حنين [٩]، ولا فرق بين الفسق والشرك مع الاستعانة بالمنافق(٢) إجماعا لاستعانته ÷ بابن أبي وأصحابه [١٠]، ويجوز الاستعانة بالفساق على الكفار إجماعا، (العترة) وعلى البغاة لإستعانة علي # بمن لا يرضى طريقته [١١].
  (المهدي) وتبطل إمامته بالجنون المطبق، والعمى المأيوس، والجذام، والبرص إجماعا، (الإمام يحيى) والزمانة(٣) المفرطة، والإقعاد المأيوس إجماعا، وبالكفر إجماعا، (الإمام) وباختلال العدالة للإجماع على اعتبارها في الإمام.
  فصل «٣» ولا يصح إمامان مع التقارب، وظهورِ أمر الله والظاهر انه إجماع لأنه يؤدي إلى ما نهى الشارع عنه من التفرق والاختلاف قال تعالى {وَلَا تَفَرَّقُوا}[آل عمران: ١٠٣]، وربما أدى إلى القتال وسد باب الجهاد وإجبار من عليه الحق(٤) الخروج منه وبطلت ثمرة الإمامة.
  قوله: لفعله ÷ روي أن النبي ÷ استعان بالمشركين في يوم حنين وكان معه ألفان - رواه في الشفاء، ومشهور انه خرج مع النبي ÷ صفوان ذلك اليوم وهو مقيم على الشرك -.
  قوله: لاستعانته ÷ الخ قد كان النبي ÷ يستعين بالمنافقين ويتقوى بهم حتى نزل قوله تعالى {فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا}[التوبة: ٨٣] - رواه في الشفاء، وذلك أنها نزلت في غزوة تبوك والله اعلم أنها آخر غزوة غزاها النبي ÷ -، قال في التخريج(٥): المعلوم إن عبدالله بن أبي بن سلول وغيره من المنافقين كانوا يخرجون مع رسول الله ÷ في مغازيه وربما ظهر منهم النفاق حينئذ كما كان من عبدالله بن أبي في غزوة بني المصطلق من قوله تعالى {لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ}[المنافقون: ٨] وغير ذلك - اهـ..
  قوله: وقد كان علي # يستعين بمن لا يرضى طريقته - رواه في الشفاء والأصول، قلت: كالأشعث بن قيس ونحوه فانه كان من رؤساء اليمن وكان في عسكر الوصي أيام صفين وله فيها مقامات مشهورة وكان الوصي يتهمه وله معه محاورات أغلظ له [علي #](٦) فيها.
(١) قال [المهدي] #: وذلك فيمن عدى عليا والحسنين $. تمت ضياء نوي الإبصار للشرفي.
(٢) عبارة البحر: ولا فرق بين الشرك والفسق مع جواز القتل وتجوز الإستعانة بالمنافق إجماعا. تمت.
(٣) وهو مرض يدوم زمانا طويلا. تمت مصباح.
(٤) أي وسد باب إجبار من عليه الحق الخروج منه. تمت.
(٥) تخريج البحر لابن بهران. تمت.
(٦) هكذا في تخريج ابن بهران وما ذكره المؤلف | في الأصل من قوله: (هارون) سهو منه. تمت.