نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

باب الحجب والإسقاط

صفحة 285 - الجزء 2

  (الإمام) ولا يجوز قتل الرسل لقوله ÷ «لولا أن الرسل لا تقتل لقتلتكما» [٤٥]، قال (الأمير الحسين): ولا اعلم أحدا من علمائنا يجيز قتل الرسل.

  (محمد بن المطهر) وينبغي أن المسلم يجتنب قتل أبيه من المشركين إجماعا، (الأمير الحسين) وكذا يستحب أن لا يقتل عمه وأخاه، وكذلك قال (النفس الزكية) في الباغي فانه قال: إن لقي العدلي أباه وهو من البغاة أحب إلي أن لا يقتله ويلي قتله غيره فإذا ابتلي بذلك وخاف من ترك قتله فليقتله ولا إثم عليه، وذكر مثل ذلك في أخيه وعمه، وروي أن أبا عبيدة قتل أباه وقال لرسول الله ÷: سمعته يسبك، ولم ينكر عليه رسول الله ÷ [٤٦]، قال (الأمير الحسين) دل ذلك على انه إذا خاف الابن من تركه قتل أبيه عليه أو على بعض المسلمين جازله قتله.

  فصل «٧» ولا خلاف أن أموال أهل الحرب ودورهم وأنفسهم مغنومة قال تعالى {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ}⁣[الأحزاب: ٢٧]، وأفعاله ÷ في ما استفتح من بلاد الكفار ظاهرة، وحيازة أنفسهم وذراريهم ونسائهم وأراضيهم⁣(⁣١)، (المهدي) ومن غلب في ظنه وحده انه إن لم يفر قتل لم يلزمه الفرار إجماعا⁣(⁣٢).

  (الهدوية والإمام) [و]⁣(⁣٣) «إذا أسر الصبي والمرأة ملكا كفعله ÷ في سبايا حنين، واصطفائه ÷ صفية -، .....


  قوله: لقوله ÷ «لولا أن الرسل» الخ قال في الشفاء: ولما قدم رسولان إلى رسول الله ÷ من مسيلمة الكذاب يقال لأحدهما عبدالله بن النواحة والآخر يقال ابن أثال⁣(⁣٤) فقال لهما رسول الله ÷: «أتشهدان أني رسول الله»؟ قالا: نشهد أن مسيلمة رسول الله، فقال رسول الله ÷: «لو كنت قاتلا رسولا لضربت أعناقكما» فجرت السنة أن لا يقتل رسل - رواه عبدالله بن مسعود اهـ، ولفظ النجوم لفظ المسائل وبنحو سياق الأمير أخرجه أحمد والحاكم وأخرجه ابوداود والنسائي مختصرا، ولفظ المسائل أخرجه أحمد وابوداود وسكت عليه والمنذري وابن حجر في التلخيص من حديث نعيم بن مسعود.

  قوله: روي أن أبا عبيدة قتل أباه وقال لرسول الله ÷: سمعته يسبك، ولم ينكر عليه رسول الله ÷ رواه في الشفاء.

  قوله: كفعله ÷ يعني في يوم بدر ويوم حنين وبني القينقاع⁣(⁣٥) وبني المصطلق - وغير ذلك وجميع ذلك مشهور في كتب الحديث والسير مسطور.

  قوله: كفعله ÷ في سبايا أوطاس - قد تقدمت الإشارة إليهم في الاستبراء، وكذلك تقدم حديث أبي أسيد في البيع من رواية الأحكام، وحديث انس في اللباس أن النبي ÷ بعث عليا # فقتل المقاتلة وسبى الذرية -.

  قوله: واصطفاؤه ÷ صفية - ذكره في الشفاء وهو مشهور.


(١) أي وحيازته لأنفسهم ... الخ ظاهرة. تمت والله أعلم.

(٢) وفي جوازه وجهان الإمام يحيى أصحهما لا يجوز للآية ولا نقص يعم المسلمين بقتله، وقيل: يجوز لقوله تعالى {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}⁣[البقرة: ١٩٥]. تمت بحر.

(٣) ما بين المعكوفين من البحر والمسائل. تمت.

(٤) لفظه في الشفاء: والآخر يقال له أثال. تمت.

(٥) في البحر وتخريجه: و (بني قينقاع) بدون (أل). تمت.