النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[معانيها]

صفحة 1027 - الجزء 2

  وهي زائدة رافعة، وأجيب بأنها في البيت غير زائدة وخبرها لنا، وتقديره: وجيران كرام، أو تكون تامة فلا تحتاج إلى خبر، ومثال ما يحتمل الخمسة المعاني، قوله تعالى: {لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ}⁣(⁣١).

  قوله: (وصار للانتقال) قد تكون حقيقة نحو: (صار البيت ترابا)، و (الطين خزفا)، وقد تكون مجازا نحو: (صار زيد غنيا) و (صار زيد أميرا) وقد تكون تامة من باب من أن يليها (إلى) ظاهرة أو مقدرة، لأن معنى صار الانتقال، والانتقال يتعدى إلى مثال ظاهر ب (إلى) مثال الظاهر:

  (صارت الأمور إلى اللّه) وقوله:

  [٦٨٤] فصرنا إلى الحسنى ورقّ كلامنا⁣(⁣٢) ... ... -

  ومثال المقدّرة:

  [٦٨٥] أيقنت أنى لا محالة ... حيث صار القوم صائر⁣(⁣٣)

  أي إليه، والأصح أنها الناقصة مع (إلى) لافتقارها إليه.


(١) ق ٥٠/ ٣٧، وتمامها: {إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}

(٢) صدر بيت من الطويل، وعجزه:

ورضت فذلّت صعبة أيّ إذلال

وينظر المقتضب ١/ ٧٤، والمحتسب ٢/ ٢٦٠، وشرح شواهد المغني ١/ ٣٤١، واللسان مادة (روض)، ٣/ ١٧٧٦، وخزانة الأدب ٩/ ١٨٧.

والشاهد فيه قوله: (فصرنا إلى الحسنى) حيث جاءت (صار) فعلا تاما.

(٣) البيت من مجزوء الكامل، وهو لقيس بن ساعدة في الأغاني ٥/ ١٩٣، وحماسة البحتري ٩٩، واللسان مادة (محل) ٦/ ٤١٥٠، وخزانة الأدب ٩/ ١٨٨.

والشاهد فيه قوله: (صار) حيث جاءت تامة بمعنى (انتقل).