النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[معانيها]

صفحة 1028 - الجزء 2

  قوله: (وأصبح وأمسى وأضحى) [لاقتران مضمون الجملة بأوقاتها، وبمعنى صار، وتكون تامة)⁣(⁣١) لها ثلاثة معان

  الأول: ناقصة وهي حيث تفيد اقتران مضمون الجملة بأزمانها، ومضمون الجملة معناها نحو: (أصبح زيد صائما) و (أمسى قائما) و (أضحى مصليا) وهو أكثر معانيها.

  الثاني: أن تكون ناقصة بمعنى (صار) للانتقال ولا يراد بها الزمان المخصوص نحو: {فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ}⁣(⁣٢) وقوله:

  [٦٨٦] ثم أضحوا كأنهم ورق ج ... فّ فألوت به الصّبا والدبور⁣(⁣٣)

  الثالث: أن تكون تامة لا تحتاج إلى خبر نحو: {فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ}⁣(⁣٤) وقوله:

  [٦٨٧] ومن فعلاتي أنني حسن القرى ... إذا الليلة الشهباء أضحى جليدها⁣(⁣٥)


(١) ما بين الحاصرتين زيادة من الكافية المحققة.

(٢) المائدة ٥/ ٣١، وتمامها {... قالَ يا وَيْلَتى أَ عَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ}

(٣) البيت من الخفيف، وهو لعدي بن زيد في ديوانه ٩٠، وينظر الشعر والشعراء ١/ ٢٣٢، وشرح المفصل ٧/ ١٠٤، وشرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٤٧٠، وشرح شواهد المغني ١/ ٤٧٠، والدرر ٢/ ٥٧، وشرح الأشموني ١/ ١١١، وشرح عمدة الحافظ ٢١١.

والشاهد فيه قوله: (أضحوا كأنهم) حيث جاءت (أضحى) فعلا ماضيا ناقصا بمعنى صار ولم يقع الماضي خبرا لها.

(٤) الروم ٣٠/ ١٧.

(٥) البيت من الطويل، وهو لعبد الواسع بن أسامة في شرح المفصل ٧/ ١٠٣، وينظر أمالي ابن الحاجب ١/ ٢٩٥، وشرح الأشموني ١/ ١١٥، والدرر ٢/ ٦١.