[حكم التقديم والتأخير]
  ففيها ثلاثة مذاهب، الأول لسيبويه(١) أنها نكرة تامة بمعنى شيء وهي مبتدأ، ما بعدها الخبر تقديره: (شيء حسّن زيدا) وجاز الابتداء بها لأن [ظ ١٢٨] الكلام في معنى الحصر، كأنك قلت: (ما حسن زيد إلا شيء).
  الثاني قوله: (وموصولة عند الأخفش، والخبر محذوف) ويعني أن الأخفش(٢) وطائفة من الكوفيين جعلوا (ما) موصولة، وأفعل صلتها، والخبر محذوف لازم الحذف وتقديره: الذي حسّن زيدا شيء، الثالث للفرّاء(٣) وطائفة من الكوفيين(٤) أنها استفهامية مبتدأة وما بعدها تقديره (أي زيد أحسن) ومذهب سيبويه حسن من حيث جعل أنه لم يقدر شيئا، ولا نقل صيغة إلى صيغة، وضعيف من حيث جعل (ما) بمعنى شيء وهو قليل، ومذهب الأخفش حسن من حيث جعل (ما) بمعنى الذي وهو كثير وضعيف من حيث جعل الخبر محذوف ومذهب الفراء حسن من حيث جعل (ما) استفهامية وهو كثير وضعيف من حيث نقله من الاستفهامية إلى التعجب، ونقل صيغة إلى صيغة ضعيف(٥) وأما (ما أحسن زيدا) فعند البصريين أن أفعل ماضي مبني على الفتح والهمزة للتعدية وزيدا مفعول به وعند الكوفيين(٦) أن (أحسن) اسم وهو أفعل
(١) ينظر الكتاب ١/ ٧٢ - ٧٣، وينظر المفصل ٢٧٧.
(٢) ينظر المفصل ٢٧٧، وشرحه لابن يعيش ٧/ ١٤٩، وشرح المصنف ١١٦، وشرح الرضي ٢/ ٣٠٩ - ٣١٠، وشرح ابن عقيل ١/ ١٥٠.
(٣) ينظر معاني القرآن للفراء ١/ ١٠٣.
(٤) ينظر شرح المفصل لابن يعيش ٧/ ١٤٩، وشرح الرضي ٢/ ٣١٠.
(٥) ينظر شرح الرضي ٢/ ٣١٠.
(٦) ينظر شرح الرضي ٢/ ٣١٠، والإنصاف ١/ ١٢٦ وما بعدها.