النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[(أو) و (إما) و (أم)]

صفحة 1155 - الجزء 2

  [٧٨٤] قالت ألا ليت هذا الحمام لنا ... إلى حمامتنا أو نصفه فقد⁣(⁣١)

  أي ونصفه، لأنه حال لكلامها ب (إلى) وقالت:

  [٧٨٥] ليت الحمام ليه ... إلى حمامتيه

  ونصفه قدّيه ... تمّ الحمام ميه⁣(⁣٢)

  وبمعنى (إلا) أو (إلى) نحو: (هو قاتلي أو أفتدي منه)، (ولأرمينّك أو تعطيني حقي [و ١٤١] وأما (إمّا) فمعناها بمعنى (أو) في الخبر للشك، والإبهام، أو التفصيل وفي الأمر للإباحة، أو التخيير، فالشك: (جاء إما زيد وإما عمرو) إذا كنت غير عالم، والإبهام {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ}⁣(⁣٣). والتفصيل: {إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً}⁣(⁣٤).

  والإباحة: (جالس إما الحسن وإما ابن سيرين) والتخيير (اضرب إمّا زيدا وإما عمرا)، إلا أنها أضعف في المعنى من (أو)، لأن الكلام معها مبني من أول وهلة على الشك، أو الإبهام أو التفصيل أو الإباحة، والتخيير بخلاف


(١) البيت من البسيط، وهو للنابغة الذبياني في ديوانه ٢٤، وينظر الكتاب ٢/ ١٣٧، والخصائص ٢/ ٤٦٠، والأغاني ١١/ ٣١، وشرح المفصل ٨/ ٥٨، ورصف المباني ٣٦٧ - ٣٣٨، وتذكرة النحاة ٣٥٣، ومغني اللبيب ٨٩، وشرح شواهد المغني ١/ ٧٥ - ٢٠٠، وشرح شذور الذهب ٢٩٩، والإنصاف ٢/ ٤٧٩، وهمع الهوامع ١/ ٦٥، وخزانة الأدب ١٠/ ٢٥١ - ٢٥٣.

والشاهد فيه قوله: (إلى حمامتنا أو نصفه فقد) حيث جاءت (أو) بمعنى الواو كما ذكر الشارح وهو عند الأخفش والجرمي والفراء وروي البيت كما ذكر ابن هشام بالواو (ونصفه) مما يقوي ذلك.

(٢) الرجز بلا نسبة في شرح شواهد المغني ١/ ٧٧.

والشاهد فيه قوله: (إلى حمامتيه) حيث استعمل (إلى) بمعنى (أو).

(٣) التوبة ٩/ ١٠٦.

(٤) الإنسان ٧٦/ ٣.