النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[(أو) و (إما) و (أم)]

صفحة 1156 - الجزء 2

  (أو) فلك أن تبني على الشك من أول الكلام، أو التحقيق نحو: (جاء إما زيد أو عمرو) و (جاء زيد أو عمرو) ولأنه لا يعطف بها إلا مكروه، لأن الواو لازمة للأخيرة غالبا، ولهذا زعم بعض المحققين أنها غير عاطفة، وأن العطف بالواو التي معها، لأنها لو كانت عاطفة لم يجمع بين حرفي عطف في حالة واحدة، ولأن الأولى غير عاطفة، فما خص هذه بالعطف دونها والمعنى واحد، وضعّف كلامه بأنه قد تحذف الواو نحو قوله:

  [٧٨٦] ياليتما أمنا شالت نعامتها ... إما إلى جنّة إما إلى نار⁣(⁣١)

  فليس العطف في هذه الحالة إلا ب (إما) وإذا بنيت ل (إما) على (إما) وإما العاطفة للاسم على الاسم.

  قوله: (وأم)⁣(⁣٢)، هي حرف عطف بسيط، قال ابن كيسان:⁣(⁣٣) أصلها (أو) فأبدلت الواو ميما، ورد بأن من شرط البدل والمبدل منه عدم الاختلاف: نحو (عنان) و (أنان)، وأمّا (أو) و (أم) المتصلة بمعنى (أي) والمنقطعة مقدره بعد الهمزة، ولكل منهما معان تختص به، أما ما تختص به


(١) البيت من البسيط، وهو للأحوص في ملحق ديوانه ٢٢١ وسعد بن قرط العبدي الحذبّ، الملقب بالنّحيف في المحتسب ١/ ٢٨٤، وشرح التسهيل السفر الثاني ٢/ ٧١٨، وشرح الرضي ٢/ ٣٧٢، وتذكرة النحاة ١٢٠، ورصف المباني ١٨٥، والجنى الداني ٥٣٣، ومغني اللبيب ٨٥، وشرح شواهد المغني ١/ ١٨٦، وهمع الهوامع ٥/ ٢٥٤، وخزانة الأدب ١١/ ٨٦.

ويروى في بعض المصادر: إيما إلى جنة وإيما إلى نار، مثل تذكرة النحاة، ورصف المباني، ومغني اللبيب، وهمع الهوامع.

والشاهد فيه قوله: (إيما) حيث حذفت الواو لكي لا يجمع بين حرفي عطف.

(٢) في الكافية المحققة ف أم بدل وأم.

(٣) ينظر الجنى الداني ٢٠٥.