[المرفوعات]
  وألفا التأنيث يعنى المقصورة والممدودة فإنهم أقاموا التأنيث مقام علة، ولزومه مقام علة أخرى ومراده ب (لزوم) التأنيث، أن الألفين لا يذهبان عن الكلمة أو بدلهما، بخلاف التاء فإنها تسقط في الجمع، وذكر الجمع وألفي التأنيث هاهنا تبيينا لقوله أولا: (أو واحدة منها تقوم مقامهما) وقيل: معنى اللزوم كون الألف لا تفارقه في العلم والنكرة، فألفه من جملة حروفه، بخلاف التاء فإنها لا تلزمه إلا في العلم، ذكر معناه الكوفيون(١) والفارسي(٢).
  قوله: (فالعدل) لما فرغ من تعداد العلل شرع في تبيينها واحدة واحدة، قيل: إنما ذكر أول البيت، وهي العدل، وهو مصدر عدل، يقال عدل عن الطريق إذ مال عنها(٣) وحدّه ما ذكر: (وهو خروجه عن صيغته الأصلية) وهي ثلاثة وكذلك سائرها.
  قوله: (تحقيقا أو تقديرا) إشارة إلى قسمته، والضمير في خروجه إن رجع إلى لفظ العدل أدّى إلى الدور(٤)، لأنه فسّر الشيء بنفسه، وإن رجع إلى الاسم ورد عليه الإعلال والإدغام والإبدال، وأورد نجم الدين على حده(٥)، ما عدل عن الألف واللام، نحو: (سحر وأمس)، فإنه لم يخرج عن صيغته الأصلية، لأن الألف واللام ليسا بأصليين، وجوابه أن مراد
(١) ينظر رأي الكوفيين في الهمع ١/ ٧٨.
(٢) ينظر رأي الفارسي في المقتضب شرح الإيضاح ٢/ ٩٦٣.
(٣) ينظر اللسان مادة (عدل) ٤/ ٢٨٤٠ - ٢٨٤١.
(٤) الدور أي أن يعود الشيء إلى نفسه فلا يؤدي المعنى المراد وهو تفسير الشيء بنفسه كما ذكر الشارح، ينظر اللسان مادة (دور) ٢/ ١٤٥٠.
(٥) ينظر شرح الرضي ١/ ٤٤.