النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[المرفوعات]

صفحة 125 - الجزء 1

  وألفا التأنيث يعنى المقصورة والممدودة فإنهم أقاموا التأنيث مقام علة، ولزومه مقام علة أخرى ومراده ب (لزوم) التأنيث، أن الألفين لا يذهبان عن الكلمة أو بدلهما، بخلاف التاء فإنها تسقط في الجمع، وذكر الجمع وألفي التأنيث هاهنا تبيينا لقوله أولا: (أو واحدة منها تقوم مقامهما) وقيل: معنى اللزوم كون الألف لا تفارقه في العلم والنكرة، فألفه من جملة حروفه، بخلاف التاء فإنها لا تلزمه إلا في العلم، ذكر معناه الكوفيون⁣(⁣١) والفارسي⁣(⁣٢).

  قوله: (فالعدل) لما فرغ من تعداد العلل شرع في تبيينها واحدة واحدة، قيل: إنما ذكر أول البيت، وهي العدل، وهو مصدر عدل، يقال عدل عن الطريق إذ مال عنها⁣(⁣٣) وحدّه ما ذكر: (وهو خروجه عن صيغته الأصلية) وهي ثلاثة وكذلك سائرها.

  قوله: (تحقيقا أو تقديرا) إشارة إلى قسمته، والضمير في خروجه إن رجع إلى لفظ العدل أدّى إلى الدور⁣(⁣٤)، لأنه فسّر الشيء بنفسه، وإن رجع إلى الاسم ورد عليه الإعلال والإدغام والإبدال، وأورد نجم الدين على حده⁣(⁣٥)، ما عدل عن الألف واللام، نحو: (سحر وأمس)، فإنه لم يخرج عن صيغته الأصلية، لأن الألف واللام ليسا بأصليين، وجوابه أن مراد


(١) ينظر رأي الكوفيين في الهمع ١/ ٧٨.

(٢) ينظر رأي الفارسي في المقتضب شرح الإيضاح ٢/ ٩٦٣.

(٣) ينظر اللسان مادة (عدل) ٤/ ٢٨٤٠ - ٢٨٤١.

(٤) الدور أي أن يعود الشيء إلى نفسه فلا يؤدي المعنى المراد وهو تفسير الشيء بنفسه كما ذكر الشارح، ينظر اللسان مادة (دور) ٢/ ١٤٥٠.

(٥) ينظر شرح الرضي ١/ ٤٤.