النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[المرفوعات]

صفحة 165 - الجزء 1

  ولم يعتبر المشابهة، وما لم يكن من فعل كأفعل و (أيدع) مشبه بالفعل، مشترك بينهما، نحو (فعّل) و (فعل)، (فعّل) و (فعلل) مفتوح العين ومكسورها ومضمومهما ك (ضرب) و (علم) و (صرف) و (دحرج) فصرفه الجمهور، ومنعه عيسى بن عمر⁣(⁣١)، إذا كان منقولا من فعل نحو (ضرب) من (ضرب يضرب) لأمر العسل محتجا بقوله:

  [٦٢] أنا ابن جلا وطلاع الثنايا ... متى أضع العمامة تعرفونى⁣(⁣٢)

  ولم ينوّن (جلا)، ولا حجة له لاحتمال أن يكون مضمنا ضميرا، فيكون جملة محكية، كقوله:

  [٦٣] نبئت أخوالي بنى يزيد⁣(⁣٣) ... ...

  وفصل الفراء⁣(⁣٤)، فقال: إن اشتهر كون ذلك اللفظ فعلا منع


= على وزن الفعل المضارع.

(١) ينظر رأي عيسى بن عمر في الكتاب ٣/ ٢٠٦ وقال الرضي في شرحه ١/ ٦٤: (واعتبره عيسى بن عمر بشرط كونه منقولا عن الفعل نحو (كعسب) ينظر (ما ينصرف ومالا ينصرف ٢١، والخزانة ١/ ٢٥٥، والهمع ١/ ٩٨.

(٢) البيت من البحر الوافر وهو لسحيم بن وثيل اليربوعي كما في الكتاب ٣/ ٢٠٧، وينظر ما ينصرف ومالا ينصرف، وجمهرة اللغة ٤٩٥ - ١٠٤٤ وابن يعيش ٣/ ٦٢، وأمالي ابن الحاجب ٤٥٦، والمغني ٢١٢ - ٨١٧ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٤٩ وشرح الرضي ١/ ٦٤، واللسان مادة (جلا) ١/ ٦٧١ وهمع الهوامع ١/ ٩٨، وخزانة الأدب ١/ ٢٥٥ - ١٥٧.

والشاهد فيه قوله: (جلا) وهو غير منصرف عند عيسى بن عمر كما ذكر الشارح لأنه منقول من الفعل، أما سيبويه فيراه جملة محكية، الكتاب ٣/ ٢٠٧ وهذا ما ذكره الشارح، وأما ابن يعيش في شرح الفصل فيرى أن (جلا) ليس علما وإنما هو فعل ماض مع ضميره صفة لموصوف محذوف تقديره: أنا ابن رجل (جلا) شرح المفصل ٣/ ٦٢.

(٣) سبق تخريجه في الصفحة السابقة.

(٤) ينظر رأي الفراء في معاني القرآن ١/ ٣٤٢.