[المرفوعات]
  قوله: (وقدّم عليه) يخرج عنه المبتدأ الذي خبره فعله، نحو: (زيد قام)، وإنما وجب تقديمه للإلباس بالمبتدأ، وأجاز تأخره الكوفيون مطلقا(١)، وأجازه الكسائي(٢) حيث لا يلتبس بالمبتدأ، نحو أن يكون نكرة، أو مثنى، أو مجموعا، نحو: (رجل قام) و (الزيدان قام) و (والزيدون قام)(٣).
  قوله: (على جهة قيامه به) يعني على جهة قيام الفعل بالفاعل، فضمير (قيامه) راجع إلى الفعل، وضمير (به) راجع إلى الفاعل، ويخرج مفعول ما لم يسم فاعله(٤)، نحو: (ضرب زيد) فإن (زيدا) أسند إليه الفعل وقدّم عليه، لكن لا من جهة قيامه به، لأن الفعل هو التأثير، والتأثير لا يكون قائما بالمفعول بل بالفاعل، وهذا اختيار الشيخ(٥)، والزمخشري(٦) وعبد القاهر(٧) يعدّانه من جملة الفاعل اصطلاحا لا معنويا، فلا يحترزان عنه. وإنما لم يقل: قائما به، ليدخل الفاعل الحقيقي، نحو (قام زيد)، (وبعد زيد) أي قرب مكانه، وبعد مكانه(٨)، لأن المراد قرب المحل لا الجثة، والمجاز نحو (مات زيد) و (ما قام عمرو) و (سقط الجدار)، ويرد على الحد سؤال، وهو أن يقال: ما قصد في قوله: (ما أسند الفعل) هل اللغوي أو الاصطلاحي، فإن قصد اللغوي فهو خطأ، لقوله: (أو شبهه) ولا شبه له،
(١) ينظر رأي الكوفيين في شرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٦٩١، وشرح ابن عقيل ١/ ٤٦٥.
(٢) ينظر ابن عقيل ١/ ٤٦٦ ذكر هذه الأمثلة ونسبها للكوفيين ولم ينسبها للكسائي.
(٣) انظر مصادر الحاشية السابقة.
(٤) ينظر شرح الرضي ١/ ٧١، وشرح المصنف ١٩.
(٥) ينظر شرح المصنف ١٩.
(٦) ينظر المفصل ١٨، وشرح الرضي ١/ ٧١.
(٧) ينظر المقتصد في شرح الإيضاح ١/ ٣٢٦، وشرح الرضي ١/ ٧١.
(٨) ينظر حاشية (٧).