النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[المرفوعات]

صفحة 198 - الجزء 1

  بين تجويزين، وقال بعضهم: إن طابق تثنية وجمعا، وتذكيرا، أو تأنيثا جاز وإلا لم يجز، وإن اختلفا لم يجز التنازع، سواء اختلفا لفظا، أو معنى، نحو:

  (ضربت زيدا وضربت عمرا) أو معنى فقط نحو (ثنيت العطاء⁣(⁣١) وسكبت الغطاء⁣(⁣٢)) الأول: للنار، والثاني: للمكان وأجازه بعضهم في المختلفين معنى.

  قوله: (فقد يكون في الفاعلية مثل ضربني وأكرمني زيد) ظاهر كلامه العموم في الفاعل، وسائر المرفوعات، والأظهر أن لا يجوز إلا في الفاعل، أو مفعول ما لم يسم فاعله، واسم كان وأخواتها، وأما المبتدأ والخبر واسم ما ولا المشبهتين بليس، وخبر لا التي لنفي الجنس، فلا يجوز.

  قوله: (وفي المفعولية، مثاله: (ضربت وأكرمت زيدا) والظاهر هنا أيضا العموم، وليس كذلك، وإنما يجوز في المفعول المطلق، وبه، وفيه، وفي غيرهما لا يجوز، لضعف دلالة الفعل عليها، ولامتناع الإضمار في بعضها، كالحال والتمييز.

  قوله: (وفي الفاعلية والمفعولية مختلفين) وذلك حيث يطلبه العامل الأول فاعلا، والثاني مفعولا أو العكس، مثاله: (ضربني وأكرمت زيدا) و (ضربت وأكرمني زيد) و (مختلفين) حال من الفعلين في قوله: وإذا تنازع الفعلان.

  قوله: (ويختار⁣(⁣٣) البصريون إعمال الثاني، والكوفيون الأول) لا


(١) ينظر مادة (ثنى) لسان العرب ١/ ٥١٣.

(٢) ينظر مادة (سكب) لسان العرب ٣/ ٢٠٤٥.

(٣) في الكافية المحققة الفاء بدل الواو في قوله: (فيختار).