النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[المرفوعات]

صفحة 229 - الجزء 1

  [٩٦] غير مأسوف على زمن ... ينقضى بالهم والحزن⁣(⁣١)

  وقال: (ألف استفهام) ولم يقل (حرف الاستفهام) لأنه لم يسمع إلا في الهمزة وبعضهم قاس عليها (هل).

  قوله: (رافعة لظاهره)، يحترز من أن ترفع ضميرا مستترا نحو (أقائمان) الزيدان) و (أقائمون الزيدون)، و (أقائمان هما) و (أقائمون هم) فإنها خبر وما بعدها المبتدأ⁣(⁣٢) وفاعلها مستتر فيها، ومراده بالظاهر، ما كان غير مضمر مستتر، سواء كان ظاهرا أو مضرا نحو (أقائم الزيدان) و (أقائم أنتم) لأن مراده الظاهر اللغوي لا الاصطلاحي، وإلا ورد عليه، نحو (أقائم أنتم)، وقد اعترض حده بأن قيل: كان الأولى أن يقول: الاسم وما في تأويله، ليدخل (تسمع بالمعيدي خير من أن تراه)⁣(⁣٣) و {وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ}⁣(⁣٤) وتقول المجرد، أو ما في حكمه ليدخل {وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللَّهُ}⁣(⁣٥) و (بحسبك زيد) وتقول: رافعة لغير ضمير مستتر ليدخل (أقائم أنتم) لأنه مثل


(١) البيت من البحر المديد وهو لأبي نواس كما نسبه ابن هشام في المغني ٢١١، وينظر أمالي ابن الحاجب ٢/ ٦٣٧، وشرح الرضي ١/ ٨٧، وتذكرة النحاة ١٧١ - ٣٦٦، وهمع الهوامع ٢/ ٦، وخزانة الأدب ١/ ٣٤٥.

والتمثيل فيه هو قوله: (غير مأسوف على زمن) حيث استغنى بنائب الفاعل وهو الجار والمجرور عن الخبر وكأنه قال: ما مأسوف على زمن حيث أجرى (غير) مجري حرف النفي.

والبيت جيء به للتمثيل لا للاستشهاد، لأن قائله لا يستشهد به.

(٢) ينظر شرح المصنف ٢٣، وشر الرضي ١/ ٨٦ - ٨٧، وشرح شذور الذهب ٢٠٩.

(٣) ينظر الكتاب ٤/ ٤٤ وهو مروي عنده (لا أن تراه) بدل خير من أن تراه ١٠٢. وشرح الرضي ١/ ٨٦، وشرح شذور الذهب ٤٢ - ٤٣ - ٢٠٧، ومغني اللبيب ٥٥٩ - ٧٧٢ - ٨٣٩.

(٤) البقرة ٢/ ٦. وتمامها: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}

(٥) آل عمران ٣/ ٦٢ وتمامها: {إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}