النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[المرفوعات]

صفحة 230 - الجزء 1

  (أقائم الزيدان).

  قوله: (مثل: زيد قائم) مثال المبتدأ الذي هو اسم مجرد عن العوامل اللفظية مسندا إليه و (ما قائم الزيدان) للمبتدأ الذي هو صفة رافعة لظاهر واقع بعد حرف النفي، و (أقائم الزيدان) للذي هو صفة واقعة بعد ألف الاستفهام.

  قوله: (فإن طابقت مفردا، جاز الأمران) يعني أنها إذا طابقت مفردا مثل (أقائم زيد) جاز أن يكون مبتدأ، وما بعدها فاعلها ساد مسد الخبر، وأن يكون خبرا وما بعدها المبتدأ، وفاعلها ضمير مستتر فيها، واحترز بمفرد من أن يطابق مثنى، ومجموعا فإنها لا تكون إلا خبرا، لأنها إذا ثنيت وجمعت، ضعف شبهها بالفعل فيضعف رفعها للفاعل المنفصل، ويكون مبتدأ وهي خبر، وفاعلها مستتر لا يبرز إلا إذا أخر على غير من هوله، نحو (غلام هند قائم هي) وبعضهم أجاز أن تكون مبتدأة، على لغة (أكلوني البراغيث) قال السيد شرف الدين: قيل للمصنف كيف تجوز لها الوجهين إذا طابقت مفردا [و ٢٨] وأنتم لم تحكموا لها بالابتداء، حيث لا تطابق إلا لضرورة، وقد زالت هنا، فرجع عن ذلك، وقال في الأمالي:⁣(⁣١) هي خبر لا غير، وإن لم تطابق فهي المذكورة في الحد، نحو (أقائم الزيدان) و (أقائم أنتما) و (أقائم الزيدون) و (أقائم أنتم) فذهب الجمهور⁣(⁣٢) إلى أنها مبتدأه، وفاعلها سد مسد الخبر لا خبر لها، لأنا لو جعلناها خبرا وما بعدها المبتدأ لم يصح لعدم المطابقة، رفعت ظاهرا


(١) ينظر الأمالي النحوية لابن الحاجب ٢/ ٤٥٩.

(٢) ينظر شرح ابن عقيل ١/ ١٨٩ وما بعدها.