[المرفوعات]
  وقد لحّنا(١)، ويؤول قولها: بأنه محمول على الحال، وجعل ما كان خاصا مصدرا مبتدأ نحو: لولا إمساك الغمد وإزراء الشعر.
  قوله: (وضربي زيدا قائما) وهو كل مبتدأ هو مصدر(٢) أو بمعنى المصدر، وهو أفعل المضاف إلى المصدر منسوب إلى فاعله أو مفعوله أو إليهما، مذكور بعده حال منهما، أو من أحدهما، مثال نسبته إلى الفاعل:
  (ذهابي راجلا) و (أخطب ما يكون الأمير قائما)(٣) ومثال نسبته إلى مفعول (أكثر شربي السويق ملتوتا) ومثال نسبته إليهما (تضاربنا قائمين) ومثال المذكور بعده حال منهما جميعا، (ضربي زيدا قائمين) وكذلك (تضاربنا قائمين) ومثال الحال من أحدهما على البدل (ضربي زيدا قائما) وقد اختلف تأويله مع اتفاقهم على رفع المصدر، أو ما أضيف إليه، فقال بعضهم، هو فاعل فعل محذوف أي وقع ضربي، وردّ بدخول عوامل المبتدأ والخبر عليه نحو: (إن ضربي زيدا قائما) و (كان ضربي زيدا قائما) وقال الأكثر زن: إنه مبتدأ، ثم اختلفوا، فقال ابن درستويه(٤) وطاهر:
= وهذا الشاهد من مقطوعة لها قصة مثبتة في شرح شواهد المغني ٢/ ٦٦٨ وغيره.
والشاهد فيه قوله: (لولا اللّه ... لزعزع) حيث جعلت لزعزع جوابا ل (لولا) لأنها سبقت بقسم صريح، وهنا وجب حذف الخبر، لأن المبتدأ المقسم به صريح، وهو واللّه لولا اللّه، فلفظ الجلالة الثاني مبتدأ مقسم به صريح لذلك وجب حذفه كما ذهب إلى ذلك الشارح وابن مالك في شرح التسهيل السفر الثاني ١/ ٣٧٧.
(١) أي المعري الشافعي. إذ هما بعد عصر الاحتجاج.
(٢) في الأصل (مصدرا)
(٣) ينظر شرح المصنف ٢٥، وشرح المفصل ١/ ٩٦ - ٩٧. وشرح الرضي ١/ ١٠٤ - ١٠٥، وهمع الهوامع ٢/ ٤٠.
(٤) هو: ابن درستويه هو عبد اللّه بن جعفر بن درستويه ولد سنة ٢٥٨ هـ ومات ٣٤٧، صنف الإرشاد في النحو: وشرح الفصيح والمقصور والممدود وغيرها، وينظر البغية ٢/ ٣٦، وينظر رأيه في شرح الرضي ١/ ١٠٥.