النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 291 - الجزء 1

  والوجوب: سماعي وقياسي: فالسماعي قرينة حالية كقولهم: (غضب الخيل على اللّجم)⁣(⁣١) أو (فرقا خيرا من حبّ)⁣(⁣٢) و (مواعيد عرقوب)⁣(⁣٣) لأنها أمثال لا تغير، والمقالية ما ذكر من الأمثلة نحو: (سعيا ورعيا وخيبة وحمدا وشكرا وعجبا) [ووجوبا]⁣(⁣٤) وقال الأخفش:⁣(⁣٥) والمبرد:⁣(⁣٦) إنه يقاس بشرط التنكير، والإفراد كهذه الأمثلة، لأنه قد كثر، وبعضهم أجاز ظهور أفعالها مطلقا، وفصل بعضهم، بأنها إذا دخلت اللام نحو (سقيا لزيد) وجب الحذف، وإلا فهو جائز، وبعضهم قال: لا يجب الحذف إلا مع اجتماعها، لأنها قد صارت مثلا، فأما جامع الإفراد فلا، وإنما حذفت أفعال هذه المصادر لكثرتها في الاستعمال، فخففت بحذف أفعالها، وجعل المصدر عوضا عنها لكثرته في الاستعمال، وأما القياس.

  فقوله: (وقياسا في مواضع منها)⁣(⁣٧) أي من المواضع القياسية التي فيها حذف الفعل.


(١) (غضب الخيل على اللجم) يضرب لمن يغضب غضبا لا ينتفع به ولا موضع له، ونصب غضب على المصدر. ينظر مجمع الأمثال ٢/ ٥٦، وشرح المفصل ١/ ١١٣، والإيضاح في شرح المفصل ٢/ ٢٢٦، واللسان مادة (غضب) ٥/ ٣٢٦٣.

(٢) (فرقا أنفع من حب) ويروى (أو فرقا خيرا من حب) ومعناه: (لأن يفرق منك فرقا خير من أن تحب) ينظر المصادر السابقة.

(٣) مواعيد عرقوب يضرب مثلا في الخلف ينظر مجمع الأمثال ٢/ ٣١١، واللسان (عرقب) ٤/ ٢٩١٠، وشرح المفصل ١/ ١١٣.

(٤) ما بين حاصرتين زيادة من الكافية المحققة.

والترتيب مختلف ففي المحققة: مثل: (سقيا ورعيا وخيبة وجدعا وحمدا وشرا وعجبا) ...

وينظر هذه المصادر وغيرها الكتاب ١/ ٣١١ وما بعدها، والإيضاح في شرح المفصل ١/ ٢٢٧ - ٢٢٨. وهمع الهوامع ٢/ ١١٨.

(٥) ينظر رأي الأخفش شرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٧٩٩.

(٦) ينظر المقتضب ٣/ ١٠٤، ٤/ ٥١.

(٧) ينظر شرح المصنف ٢٨.