النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 292 - الجزء 1

  قوله: (ما وقع مثبتا) يعني المصدر احتراز من المنفي نحو (ما أنت إلا سيرا) فإنه جائز، قوله: (بعد نفي) احتراز من المثبت، لا بعد نفي نحو (زيد سيرا) فإنه لا يجب، وسيبويه يقول:⁣(⁣١) قد يجب الحذف في المنفي والمثبت، لا بعد نفي، لكنه سماع وما لم يسمع فهو جائز.

  قوله: (أو معنى نفي)⁣(⁣٢) وهو (إنما) قال ابن الحاجب في شرح المفصل:⁣(⁣٣) إنما قال (أو معنى النفي) ليندرج فيه نحو (إنما أنت سيرا) ونحو (زيد أبدا سيرا) و (زيد سيرا سيرا).

  قوله: (داخل على اسم) داخل صفة لنفي، يحترز من دخول النفي على الفعل نحو (ما يسير إلا سيرا) و (ما شرت إلا سيرا)⁣(⁣٤).

  قوله: (لا يكون خبرا عنه) احتراز من نحو (ما سيري إلا سير شديد) فإنه مرفوع، لما صح أن يكون خبرا عن سيري، قيل ولا بد من الاحتراز من المجازي فإنه إذا أريد الإخبار بالمصدر عن الجثة مجازا للمبالغة لم يجب الحذف بل يكون خبرا مرفوعا نحو:

  [١٣٣] ترتع ما رتعت حتى إذا ادكرت ... فإنما هي إقبال وإدبار⁣(⁣٥)


(١) ينظر الكتاب ١/ ٣٣٥، وشرح الرضي ١/ ١٢٠.

(٢) يريد ما في إنما من معنى الحصر نحو: (إنما زيد سيرا) ينظر الرضي ١/ ١٢٠.

(٣) ينظر الإيضاح في شرح المفصل لابن الحاجب ١/ ٢٢٨ - ٢٢٩.

(٤) ينظر الإيضاح في شرح المفصل ١/ ٢٢٨ - ٢٢٩، وشرح الرضي.

(٥) البيت من البسيط، وهو للخنساء في ديوانها ٣٨٣ والكتاب ١/ ٣٣٧، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٨٢ والشعر والشعراء ١/ ٣٤٥، واللسان مادة (رهط) ٣/ ١٧٥٣، وخزانة الأدب ١/ ٤٣١.

والشاهد فيه رفع إقبال وإدبار وهما مصدران قد أخبر بهما.