المنصوبات
  قوله: (وحمل عليه عند ولدى) أي على المبهم في تقدير (في) على من فسره بالجهات الست، وأما من حدّ فقد دخلا، هما وشبههما(١)، وإنما حملا عليه لإبهامهما، لأنهما يصلحان لجميع المبهمات التي أضيفتا إليها، والفرق بين (عندي) و (لدى)، أن لديّ لما كان في ملكك إذا حضر، وعند لما كان في ملك حضر أو غاب.
  قوله: (وشبههما) [لإبهامهما](٢) وذلك نحو (دون) و (بين) و (مع) و (وسط) و (ناحية) و (جهة) وإنما حملت على المبهم لمشابهتها للجهات الست في الإبهام.
  قوله: (ولفظ مكان لكثرته)(٣) حمل لفظ مكان لإبهام فيه، لأن قولك:
  جلست مكان زيد معين، وكذلك ما بمعناه، نحو منزل، وموضع، وصفاتها، نحو (قريبا وبعيدا) قال الوالد: والأولى أنه أشبه المبهم لكونه لغير معين.
  قوله: (وما بعد: دخلت)(٤) يعني مما حمل على المبهم في تقدير (في) من المعين وذلك نحو: دخلت وسكنت ونزلت نقول (دخلت الدار)
(١) قال الرضي في ١/ ١٨٤: ويدخل في الجهات الست هو عند ولدى ووسط وبين وإزاء وحذاة وحذة وتلقاء وما هو بمعناها، وستثنى من المبهم جانب وما بمعناه من جهة ووجه وكنف وذرى، فإنه لا يقال زيد جانب عمرو وكنفه، بل في جانبه أو إلى جانبه، وكذا خارج الدار، فلا يقال: زيد خارج الدار كما قال سيبويه: بل من خارجها.
(٢) ما بين الحاصرتين زيادة من الكافية المحققة.
(٣) قال الرضي في ١/ ١٨٦: (وكذا لفظ الموضع والمقام ونحوه بالشرط المذكور في الكل وهو انتصابه بما فيه معنى الاستقرار).
(٤) وزاد الرضي سكنت ونزلت قال في ١/ ١٨٦: اعلم أن دخلت وسكنت ونزلت تنصب على الظرفية كل مكان دخلت عليه مبهما كان أو لا نحو: دخلت الدار، ونزلت الخان، وسكنت الغرفة وذلك لكثر استعمال هذه الأفعال الثلاثة).