النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 400 - الجزء 1

  وسكنت الخان، ونزلت السوق، ولا نأتي ب (في) ظاهرة لكثرة استعمال هذه الثلاثة بخلاف غيرها من المعين وكذلك قولهم: (ذهبت الشام)⁣(⁣١) فقط دون ذهبت اليمن، فلا بد فيه من (في) ظاهرة، والفراء⁣(⁣٢) أجاز حذفها في جميع الأماكن مع ذهبت مطلقا ودخلت مطلقا.

  قوله: (في الأصح)⁣(⁣٣) إشارة إلى الخلاف فيما بعد هذه الثلاثة، فقال سيبويه وأصحابه⁣(⁣٤) إن ما بعدها منتصب على الظرفية بواسطة في إلا أنه حذف لكثرة الاستعمال، ولا تعدى بنفسها، بل هي لازمة، والدليل على لزومها، أن نظيرها وهو غرت⁣(⁣٥)، ونقيضها وهو خرجت لازمان والشيء يحمل على نقيضه، كما يحمل على نظيره، ولأن مصدرها فعول، وهو مصدر اللازم، نحو: (شكور قليل)، وقال الجرمي:⁣(⁣٦) إنّ (دخلت) متعد بنفسه وما بعده مفعول به، لا فيه، وأما ذهبت الشام⁣(⁣٧)، فانتصاب الشام على الظرفية اتفاقا، لأن (ذهبت) لازم.


(١) ينظر شرح الرضي ١/ ١٨٦، والكتاب ١/ ٣٥، والهمع ٣/ ١٥٣. وقال سيبويه في الكتاب ١/ ٣٥:

قعدت المكان الذي رأيت وذهبت وجها من الوجوه، وقد قال بعضهم: ذهبت الشام يشبهه بالمبهم، إذا كان مكانا يقع عليه المكان والمذهب، وهذا شاذ، لأنه ليس في ذهب دليل على الشام، وفيه دليل على المذهب والمكان، ومثل ذهبت الشام دخلت البيت.

(٢) ينظر الهمع ٣/ ١٥٣.

(٣) في الكافية المحققة (على) بدل (في).

(٤) ينظر الكتاب ١/ ٣٥، وشرح الرضي ١/ ١٨٦.

(٥) غرت من الإغارة، قال الجرمي فيما نقله عنه الرضي: دخلت متعد فما بعده مفعول به لا مفعول فيه) ١/ ١٨٦. وقال الرضي في الصفحة نفسها: والأصح أنه لازم، ألا ترى أن غير الأمكنة بعد دخلت يلزمها (في) نحو (دخلت في الأمر، ودخلت في مذهب فلان) وهذا ما ذهب إليه سيبويه وأصحابه كما ذكر الشارح.

(٦) ينظر المصدر السابق.

(٧) ينظر الكتاب ١/ ٣٥، وشرح الرضي ١/ ١٨٦. إذ العبارة منقولة عنه بتصرف دون عزو له.