النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 429 - الجزء 1

  كافية ولا حاجة إلا تكلف الاشتقاق⁣(⁣١)، وكذلك في الصفة، وهذا مذهب جماعة من النحاة، وحجتهم وروده وأكثر ما يكون إذا وصف الحال نحو:

  {فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا}⁣(⁣٢). {لِساناً عَرَبِيًّا}⁣(⁣٣). {قُرْآناً عَرَبِيًّا}⁣(⁣٤). وقوله:

  [٢٣٢] اشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا ... في قصر غمدان دارا منك محلالا⁣(⁣٥)

  وقيل إنه بتقدير فعل نحو: اسكن دارا، وقيل: هو مفعول متقدم على فعله وهي محلالا، وهي تسمى الحال الموطأة⁣(⁣٦) بفتح الطاء لأن الصفة أكسبت الموصوف الاشتقاق، فكأنه وطأته للحالية، وأفادت التشبيه نحو (وقع المصطرعان عدلي بعير)⁣(⁣٧) وقوله:


(١) ينظر شرح المصنف ٤٠. قال في الصفحة نفسها (لا حاجة إلى اشتراط الاشتقاق ولا إلى تكلفه لاستقلال ما يدل على الهيئة) وقد أيد الرضي هذا الرأي ينظر ١/ ٢٠٧.

(٢) مريم ١٩/ ١٧، وتمامها: {فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا}

(٣) الأحقاف ٤٦/ ١٢ وتمامها: {وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ}

(٤) الزخرف ٤٣/ ٣ وتمامها: {إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}

(٥) البيت من البسيط وعجزه في اللسان فقط مادة (غمد) ٥/ ٣٢٩٣، وهو بلا نسبة فيه. ويروى رأس بدل قصر. وغمدان البناء العظيم بناحية صنعاء اليمن قيل هو من بناء سليمان.

والشاهد فيه قوله: (دارا) حال موصوفة بمحلالا وهي جامدة.

(٦) ينظر شرح الرضي ١/ ٢٠٧ حيث قال: فلا شك أن الأغلب في الحال والوصف الاشتقاق، فمن الأحوال التي جاءت غير مشتق قياسا الحال الموطئة، وهي اسم جامد موصوف بصفة هي الحال في الحقيقة فكان الاسم الجامد وطّأ الطريق لما هو حال في الحقيقة لمجيئه قبلها موصفا بها.

(٧) يروى المثل عير بدل بعير، ينظر مجمع الأمثال وفيه: وقعا كعكمي عير، وجمهرة الأمثال ٢/ ٣٣٦، واللسان مادة (عدل) ٤/ ٢٨٤٠ وفيه بعير بدل عير وفي مادة (عكم) (وقع المصطرعان عكمي عير) وفيه (كعكمي عير) ٤/ ٣٠٦١.