النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 482 - الجزء 1

  [٢٥٧] حاشا أبى ثوبان إن به ... ضنا عن الملحاة والشتم⁣(⁣١)

  والفراء⁣(⁣٢) نصب بها على أنها فعل وأجاز [و ٦١] المبرد الوجهين⁣(⁣٣) فالنصب على الفعلية والجر على أنها حرف، وإذا كانت فعلية فالخلاف في فاعلها ك (خلا وعدا) واحتج لفعليتها بأنه قد نصب ما بعدها نحو:

  (حاشا الشيطان وأبا الأصبغ)⁣(⁣٤) وقوله:

  [٢٥٨] حاشا قريشا، فإن اللّه فضلها ... على البرية بالإسلام والدين⁣(⁣٥)


(١) البيت من الكامل وهو للجميح الأسدي في المفضليات ٣٦٧، وله ولغيره، وينظر الإنصاف ١/ ٢٨٠، وشرح المفصل ٨/ ٤٧، وشرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٩٦٤، والجنى الداني ٥٦٢، ومغني اللبيب ١٦٦، وشرح شواهد المغني ١/ ٤٦٨، وهمع الهوامع ٣/ ٢٨٤، وخزانة الأدب ٢/ ١٥٠، ٤/ ١٨٢.

وهذا البيت ملفق من بيتين كما في شرح التسهيل وهما:

حاشا أبي ثوبان إن أبا ... ثوبان ليس ببكمه فدم

عمرو بن عبد اللّه إن به ... ضنا عن الملحاة والشتم

والشاهد فيه قوله: (حاشا أبي ثوبان) حيث جاءت حاشا غير مقترنة بما فصارت حرف جر وهذا جائز كما ذهب إلى ذلك سيبويه.

(٢) ينظر رأي الفراء في شرح الرضي ١/ ٢٤٤، وشرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٩٦٣، والهمع ٣/ ٢٨٢.

(٣) ينظر المقتضب ٤/ ٤٢٦ - ٤٩١، والأصول ١/ ٢٨٩، وشرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٩٦٥، وشرح الرضي ١/ ٢٤٤.

(٤) والعبارة كما وردت في المصادر قال ابن مالك في شرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٩٦٢: (وكون حاشا حرفا جارا هو المشهور، ولذلك لم يتعرض سيبويه لفعليتها والنصب بها، إلا أن ذلك ثابت بالنقل الصحيح عن من يوثق بعربيته، فمن ذلك قول بعضهم: اللهم اغفري ولمن سمع حاشا الشيطان وأبا الإصبغ رواه أبو عمر والشيباني وغيره). وينظر الأصول ١/ ٢٨٨ وفي شرح الرضي رواه المازني ١/ ٢٤٤، والهمع ٣/ ٢٨٣.

(٥) البيت من البسيط، وهو للفرزدق في ديوانه ١/ ٢١٥، وشرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٩٦٢، =