المنصوبات
  وبتصرفها قال:
  [٢٥٩] ... ... وما أحاشى من الأقوام من أحد(١)
  وبالحذف منها وبدخول حرف الجر عليها، وهو لا يدخل على حرف نحو: (حاشا للّه)(٢) وأجاب المانعون بشذوذه(٣) ما ورد.
  قوله: (وإعراب «غير» كإعراب المستثنى ب «إلا» على التفصيل) يعني أن إعراب «غير» كإعراب ما بعد «إلا» فيما يجب نصبه، ويجوز الوجهان ويعرب على حسب العوامل نقول: (قام القوم غير زيد) و (ما جاءني أحد غير زيد) و (ما قام غير زيد)، وهذا إذا استعملت للاستثناء، وأما إذا كانت صفة فحكمها حكم الصفات، وإنما أعربت إعراب ما بعد «إلا» لأنها اسم لا بد لها من الإعراب، وقد وجب لما بعدها الخفض بالإضافة فيجعل إعرابها الإعراب المستحقّ لما
= وشرح ابن عقيل ١/ ٦٢٢، وشرح الأشموني ١/ ٢٣٩، وهمع الهوامع ٣/ ٢٨٣. ويروى فيه فضلهم والشاهد فيه قوله: (حاشا قريشا) حيث جاء حاشا فعلا ونصب به ما بعده.
(١) البيت من البسيط، وهو للنابغة في ديوانه ٢٠، وينظر الأصول ١/ ٢٨٩، والإنصاف ١/ ٢٧٨، وشرح المفصل ٨/ ٤٨، وشرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٩٦٥، وشرح الرضي ١/ ٢٤٤، والجنى الداني ٥٥٩ - ٥٦٣، ولسان العرب مادة (حشا) ٢/ ٢٨٢، والمعني ١٦٤، وشرح شواهد المغني ١/ ٣٦٨، وهمع الهوامع ٣/ ٢٢٨، ويروى فيه ولا أحاشي بدل وما أحاشي، وصدره:
ولا أرى فاعلا في الناس يشبهه
والشاهد فيه قوله: (ولا أحاشي) حيث جاءت حاشا في غير الاستثناء وأنها فعل متصرف متعد كما في الشاهد.
(٢) يوسف ١٢/ ٣١ وتمامها: {فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ واحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً وَقالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ}
(٣) وأجاب المانعون بشذوذه أي بدخول حاشا على حرف الجر في لفظ الجلالة وليس الشذوذ في الآية.