النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

الكلمة والكلام

صفحة 66 - الجزء 1

  والمركب عكس ذلك، وهو ما يدل جزء لفظه على جزئه حين صار جزءا⁣(⁣١) له، ويرد على حده ثلاثة أسئلة:

  الأول: الضمير المستتر في (قم)، فإنّه كلمة وليس بلفظ، وأجيب بأنه كالملفوظ به، بدليل أنه لا يستقل الكلام دونه، وأنه يبرز في بعض المواضع، نحو: (قوما)، بخلاف ضمير اسم الفاعل، ولهذا لم يكن كلمة مستقلة.

  الثاني: أنه جمع بين النقيضين في قوله: (الكلمة) لأن الألف واللام للجنس فيها والتاء للإفراد، والجواب أن لام الجنس على ضربين:

  مستغرقة مفيدة للكثرة: وهو ما يحس منها لفظ (كل)⁣(⁣٢) كقوله تعالى:

  {وَالْعَصْرِ ١ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ}⁣(⁣٣) ودالة على ماهية الجنس المقصود في الذهن عقلا من غير نظر إلى قلة ولا كثرة⁣(⁣٤) كقوله تعالى: {لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ}⁣(⁣٥)، لأنه هنا لم يرد استغراق الجنس، وهو المقصود في الكلمة، لأن الحدّ إنما يذكر لبيان ماهية الشيء من غير نظر إلى استغراقه.

  الثالث: ما وجه تذكيره لفظ؟ وهلّا أنثه مطابقة للكلمة، والجواب أن (لفظا) أعم من لفظة لأنه اسم جنس ك (تمرة)⁣(⁣٦) [و ٢] وتمر تطلق على المفرد والمثنى والمجموع بخلاف تمرة، فإنها لا تطلق إلا على واحد الجنس


(١) ينظر شرح المفصل ١/ ١٩، وشرح الرضي ١/ ٥.

(٢) ينظر شرح الرضي ١/ ٤.

(٣) العصر، ١٠٣/ ٢.

(٤) ينظر شرح الرضي ١/ ٤.

(٥) يوسف ١٢/ ١٤، وتمامها: {وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخاسِرُونَ}

(٦) ينظر شرح الرضي ١/ ٥، وشرح التسهيل السفر الأول ١/ ٧.