[ما كان بمعنى الأمر أو الماضي]
  أي بهذه الكلمة وقوله: «إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر»(١) (وحيهل إلى الثريد) أي ائته و (بلة) بمعنى (اترك)، وهي تكون مصدرا واسم فعل فإن كانت مصدرا فهي مضافة إلى ما بعدها، وإن كانت اسم فعل كان ما بعدها مفعولا لها، قال:
  [٤٤٦] ... - ... بله الألفّ كأنها لم تخلق(٢)
  بكسر (الألفّ) وفتحها، وروى الأخفش(٣) رفع ما بعده على أنه بمعنى (كيف)، ونصبه على أنه حرف استثناء بمنزلة (حاشا)(٤) وقيل منزلة (سوى) ومنه قوله حاكيا عن اللّه تعالى: «أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت بله ما أطلعتم عليه»(٥) و (آمين) بمعنى استجب و (إيه) زد، و (مه) بمعنى اكفف و (صه) بمعنى اسكت و (هيّا) بمعنى أسرع نحو:
(١) حديث أخرجه أحمد في مسنده ٦/ ١٤٨ من قول عائشة ^، وكشف الخفاء ١/ ٨٧. وقد ذكره ابن يعيش في شرح المفصل في ٤/ ٤٥ بلفظ (فحيهل)
(٢) البيت من الكامل، وصدره:
تذر الجماجم ضاحيا هاماتها
وهو لكعب بن مالك في ديوانه ٢٤٥، وينظر المفصل ١٥٥، وشرح المفصل ٤/ ٤٨، والجنى الداني ٤٢٥، وشرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٧٩٥، وشرح الرضي ٢/ ٧٠، وتذكرة النحاة ٥٠٠، ومغني اللبيب ١٥٦، وشرح شواهد المغني ١/ ٣٥٣، وأوضح المسالك ٢/ ٢١٧، وهمع الهوامع ٣/ ٢٩٧، وخزانة الأدب ٦/ ٢١١ - ٢٣٢.
والشاهد فيه قوله: (بله الألفّ) حيث يجوز نصب الألف على أن (بله) اسم الفعل، وجره على أنها مصدر، ورفعه على أنها بمعنى كيف.
(٣) ينظر شرح الرضي ٢/ ٧٢.
(٤) ينظر شرح المفصل ٢/ ٤٩.
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب التفسير ٦/ ٢١، ومسلم ٨/ ١٤٣.