النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[ما كان بمعنى الأمر أو الماضي]

صفحة 699 - الجزء 2

  أي بهذه الكلمة وقوله: «إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر»⁣(⁣١) (وحيهل إلى الثريد) أي ائته و (بلة) بمعنى (اترك)، وهي تكون مصدرا واسم فعل فإن كانت مصدرا فهي مضافة إلى ما بعدها، وإن كانت اسم فعل كان ما بعدها مفعولا لها، قال:

  [٤٤٦] ... - ... بله الألفّ كأنها لم تخلق⁣(⁣٢)

  بكسر (الألفّ) وفتحها، وروى الأخفش⁣(⁣٣) رفع ما بعده على أنه بمعنى (كيف)، ونصبه على أنه حرف استثناء بمنزلة (حاشا)⁣(⁣٤) وقيل منزلة (سوى) ومنه قوله حاكيا عن اللّه تعالى: «أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت بله ما أطلعتم عليه»⁣(⁣٥) و (آمين) بمعنى استجب و (إيه) زد، و (مه) بمعنى اكفف و (صه) بمعنى اسكت و (هيّا) بمعنى أسرع نحو:


(١) حديث أخرجه أحمد في مسنده ٦/ ١٤٨ من قول عائشة ^، وكشف الخفاء ١/ ٨٧. وقد ذكره ابن يعيش في شرح المفصل في ٤/ ٤٥ بلفظ (فحيهل)

(٢) البيت من الكامل، وصدره:

تذر الجماجم ضاحيا هاماتها

وهو لكعب بن مالك في ديوانه ٢٤٥، وينظر المفصل ١٥٥، وشرح المفصل ٤/ ٤٨، والجنى الداني ٤٢٥، وشرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٧٩٥، وشرح الرضي ٢/ ٧٠، وتذكرة النحاة ٥٠٠، ومغني اللبيب ١٥٦، وشرح شواهد المغني ١/ ٣٥٣، وأوضح المسالك ٢/ ٢١٧، وهمع الهوامع ٣/ ٢٩٧، وخزانة الأدب ٦/ ٢١١ - ٢٣٢.

والشاهد فيه قوله: (بله الألفّ) حيث يجوز نصب الألف على أن (بله) اسم الفعل، وجره على أنها مصدر، ورفعه على أنها بمعنى كيف.

(٣) ينظر شرح الرضي ٢/ ٧٢.

(٤) ينظر شرح المفصل ٢/ ٤٩.

(٥) أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب التفسير ٦/ ٢١، ومسلم ٨/ ١٤٣.