النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[ما كان بمعنى الأمر أو الماضي]

صفحة 700 - الجزء 2

  [٤٤٧] ... - ... فقد دجا الليل فهيّا هيّا⁣(⁣١)

  ويدخلها كاف الخطاب فتقول (هيك)، (هياك).

  قوله: (وهيهات ذاك، أي «بعد»)⁣(⁣٢) يعني أن (هيهات) الماضي بمعنى (بعد) وفيها لغات: فتح التاء بغير تنوين لغة أهل الحجاز، وكسرها أي لغة تميم وأسد، ثم الضم ثم التنوين في الفتح والكسر والضم، وقرأ الأعرج⁣(⁣٣) بفتحها منونة، وعيسى بن عمر بكسرها منونة وابن حيوة بضمها منونة، قال الشاعر:

  [٤٤٨] ... - ... فهيهات هيهات إليك رجوعها⁣(⁣٤)

  روي بالحركات والتنوين، وذكر عن الصنّعانّي فيها ستة وثلاثين⁣(⁣٥)


(١) الرجز لابن ميادة في ديوانه ٢٣٧، وينظر الكتاب ١/ ٥٦، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٢٦٦، والمقتضب ٤/ ٩١، ونوادر أبي زيد ١٩٤، وسمط اللآلئ ٥٠١، وشرح المفصل ٤/ ٣٣، وخزانة الأدب ٤/ ٥٩. وتمام الرجز:

لتقربن قربا حلذيّا ... ما دام فصيل حيّا

والشاهد فيه قوله: (فهيّا هيا) حيث استعمل الراجز هيا بمعنى أسرع كما ذكر الشارح.

(٢) ينظر شرح المفصل ٢ / وما بعدها، وشرح الرضي ٢/ ٧٣.

(٣) أي في الآية في سورة المؤمنون ٢٣/ ٣٦ وتمامها: {هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ} بفتح التاءين وهي لغة الحجاز، وقرأ هارون عن أبي عمرو بفتحهما منونتين، وقرأ أبو حيوة. بضمهما من غير تنوين، وقرأ أبو جعفر وشيبة بكسرهما من غير تنوين، وروي هذا عن عيسى بن عمر وهي في تميم وأسد، وقرأ خارجه بن مصعب عن أبي عمرو والأعرج وعيسى أيضا بإسكانهما. وهذه الكلمة تلاعبت بها العرب تلاعبا كبيرا بالحذف والإبدال والتنوين وغيره ...) ينظر البحر المحيط ٦/ ٣٧٤، والقرطبي ٦/ ٤٥١٤ - ٤٥١٥.

(٤) البيت من الطويل، وهو للأحوص في ديوانه ١٥٠، وينظر المفصل ١٦١، وشرح المفصل ٤/ ٦٥ - ٦٦، واللسان مادة (هيه) ٦/ ٤٧٤٢، ويروى في اللسان: وهيهات هيهاتا إليك رجوعها، وصدر البيت:

تذكرت أياما مضين من الصبا

والشاهد فيه قوله: (هيهات) بفتح التاء على لغة أهل الحجاز وبكسرها على لغة أسد وتميم.

(٥) ينظر الهمع ٥/ ١٢٢ - ١٢٣ وقد ذكرها السيوطي وأوصلها غير الصغّاني إلى أربعين وجها. =