[ألفاظها]
  قوله: (ومنها «إذا»)(١) أي من الظروف المبنية، وإنما بنيت لتضمنها حرف الشرط، أو للزوم إضافتها إلى الجملة، وهي لا تخرج عن ظرفية الزمان، وزعم بعضهم أنها قد تخرج إلى الاسمية فتقع مبتدأ نحو: {إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ}(٢) ومجرورة نحو: {حَتَّى إِذا جاؤُها}(٣) وذلك متأول عند الجمهور، وأجاز أبو عبيدة حرفيتها. وتكون زائدة، أكثر ما تزاد بعد (بينما)(٤) نحو:
  [٤٧٨] فبينما المرء في الأحياء مغتبط ... إذا هو الرمس تعفوه الأعاصير(٥)
  قوله: (وهي للمستقبل) يعني أن (إذا) موضوعة للاستقبال، فإذا دخلت عليه فهو أصلها نحو: (آتيك إذا يقوم زيد) وإن خلت على الماضي قلبت معناه إلى الاستقبال(٦) نحو: (آتيك إذا قام زيد) قال تعالى: {وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً
(١) ينظر شرح المفصل ٤/ ٩٥ وما بعدها، وشرح الرضي ٢/ ١٨٠، وينظر مغني اللبيب ١٢٠ وما بعدها، وقد عقد ابن هشام فصلا في المغني ١٢٨ - ١٢٩ في خروجها عن الظرفية.
(٢) الواقعة ٥٦/ ١.
(٣) الزمر ٣٩/ ٧١، وتمامها: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها ...}.
(٤) خلط بين ما الزائدة وإذا الفجائية، والكلام على (إذا) وليس على (ما)، وينظر المغني ١١٦.
(٥) البيت من البسيط، وهو لعثير بن لبيد العذري أو لحريث بن جبلة في لسان العرب مادة (دهر) ٢/ ١٤٤٠، وسر صناعة الإعراب ١/ ٣٥٥، ورصف المباني ٣١٨.
والشاهد فيه قوله: (بينما) و (إذا هو الرمس) حيث جاء (إذا) زائدة بعد بينما على رأي الشارح، وهذا خلط منه كما ذكرت.
والشاهد فيه قوله: (بينما) حيث دخلت (ما) الزائدة على بين فكفتها عن الإضافة.
(٦) ينظر المغني لابن هشام ١٢٩ وما بعدها، وقال: (وذلك على وجهين أن تجيء للماضي والثاني أن تجيء للحال ...