النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[ألفاظها]

صفحة 735 - الجزء 2

  أَوْ لَهْواً}⁣(⁣١) {وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ}⁣(⁣٢).

  قوله: (فيها معنى الشرط) يعني أنها ليست للشرط المحقق، لأن وضعها لما يتحقق وقوعه، والشرط مشكوك فيه، ولذلك لم يجزم بها، والفاء الداخلة في جوابها زائدة.

  قوله: (ولذلك اختير بعدها الفعل) يعني يكون فيها معنى الشرط اختير بعدها الفعل⁣(⁣٣)، ولو كانت لشرط محقق وجب، وهذا مذهب الأخفش⁣(⁣٤) والكوفيين، أعني عدم لزومها الفعل، واحتجوا بقوله تعالى:

  {إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ}⁣(⁣٥) و {إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ}⁣(⁣٦).

  [٤٧٩] ... - ... إذا ما رجال بالرجال استقلّت⁣(⁣٧)


(١) الجمعة ٦٢/ ١١، وتمامها: {انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}.

(٢) التوبة ٩/ ٩٢، وتتمتها: {لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ}.

(٣) قال ابن مالك في شرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٨٣٠ - ٨٣١: (وأكثر وقوع (إذا) مضمنة معنى الشرط، ولذلك تقع الفاء بعدها على حد بعد (إن) كقوله تعالى: (إذا لقيتم فئة فاثبتوا) ولذلك أيضا كثر وقوع الفعل بعدها ماضي اللفظ مستقبل المعنى.

(٤) ينظر رأي الأخفش والكوفيين في شرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٨٣٣، وشرح المفصل ٤/ ٩٧.

(٥) الانشقاق ٨٤/ ١.

(٦) الانفطار ٨٢/ ١.

(٧) عجز بيت من الطويل، وصدره:

وأي فتى هيجاء أنت وجارها

وهو بلا نسبة في الكتاب ٢/ ٥٥، وشرح المفصل ٤/ ٩٥، وشرح التسهيل السفر الثاني ٢/ ٧٦٤، ومغني اللبيب ٩٠٨. ويروى: إذا ما رجال بدل الرجال.

والشاهد فيه قوله: (إذا ما الرجال) حيث لم يأت بعد إذا الفعل، وإنما وقع بعدها اسم.