النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[عمله وشروط عمله]

صفحة 855 - الجزء 2

  وبعضهم قال: إن كان عمله في عامل مضمر عمل مطلقا، وإن كان في غيره لم يعمل إلا بشرط الحال والاستقبال، وإن كان بالنظر إلى المفعول الصريح⁣(⁣١)، فمذهب الجمهور أنه لا يعمل إلا في الحال والاستقبال، لأن عمله ليس لشبهه بالفعل المضارع لفطا ومعنى، والشبه من خمس وجوه:

  اتفاقهما في عدد الحروف والحركات والسكنات، وفي الصلاحية والتخصيص، ودخول اللام عليهما، ودخول علامة التثنية والجمع عليهما، وإن اختلفا حكما، وللمقاضاة، لأن المضارع لما أعرب لشبهه باسم الفاعل، عمل اسم الفاعل اسم الفاعل لشبهه بالمضارع، وأجاز الكسائي⁣(⁣٢)، والكوفيون عمله مطلقا، نحو قوله تعالى: {وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ}⁣(⁣٣) {وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً}⁣(⁣٤) لأن المشابهة معنى كافية عندهم، لأن مشابهة اللفظ لا تستمر، وقال المبرد:⁣(⁣٥) والزمخشري:⁣(⁣٦) إن أريد به جميع الأزمنة عمل مطلقا كالآيتين، وأجاب المانعون بأنه حكاية حال ماضية.


(١) ينظر شرح التسهيل السفر الثاني ١/ ٢٩٠، وشرح الرضي ٢/ ٢٠٠.

(٢) ينظر شرح التسهيل السفر الثاني ١/ ٢٩٠، وشرح المقدمة المحسبة ٣٩١، وشرح الرضي ٢/ ٢٠٠، وهمع الهوامع ٥/ ٨٣.

(٣) الكهف ١٨/ ١٨ وتمامها: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ...}

(٤) الأنعام ٦/ ٩٦، وتمامها: {فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}

وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ابن عامر، و (جاعل الليل سكنا) وقرأ عاصم وحمزة والكسائي و (جعل الليل سكنا بغير ألف) وينظر البحر لأبي حيان ٤/ ١٩٠، والسبعة في القراءات ٢٦٣، وحجة القراءات لابن زنجلة ٢٦٢.

(٥) ينظر المقتضب ٣/ ١٥٦، ٣/ ١٠٩، وينظر شرح الرضي ٢/ ٢٠١.

(٦) ينظر شرح المفصل ٢٢٨، وشرح المفصل لابن يعيش ٦/ ٧٦، وشرح الرضي ٢/ ٢٠١.