النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[عمله وشروط عمله]

صفحة 856 - الجزء 2

  الرابع قوله: (والاعتماد) يعني من شرط عمله الاعتماد (على صاحبه) بأن يكون خبرا لمبتدأ أوصلة لموصول، أو صفة لموصوف، أو حالا لذي حال، أو دخول (الهمزة) عليه أو (ما) وكان الأولى أن يقول:⁣(⁣١) حرف الاستفهام أو حرف النفي، ليعم، والأمثلة نحو (زيد ضارب عمرا، ومررت برجل ضارب عمرا وبزيد ضاربا عمرا) و (بزيد الضارب عمرا) و (أضارب زيدا؟) و (هل ضارب زيدا) و (من ضارب عمرا؟) و (ما ضارب زيدا) و (إن ضارب زيدا) أو (لا ضارب زيدا) وإنما اشترط الاعتماد لأنه يقوي معنى الفعل فيه، كالوصفية فإنه يتحقق فيها معنى الاشتقاق، والنفي والاستفهام يستدعيان الفعل، خلافا للكوفيين والأخفش⁣(⁣٢)، فإنهملا يشترطون الاعتماد واحتجوا بقوله تعالى: {وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها}⁣(⁣٣) فيمن رفع دانية، وقوله:

  [٥٥٣] خبير بنو لهب فلا تك ملغيا ... مقالة لهبى إذا الطير مرت⁣(⁣٤)


(١) نسب الرضي هذا القول للجزولي حيث قال: والأولى كما قال الجزولي حرف استفهام أو حرف النفي ينظر شرح الرضي ٢/ ٢٠٠.

(٢) ينظر معاني القرآن للأخفش ٢/ ٧٢٣، وشرح الرضي ٢/ ٢٠١.

(٣) الإنسان ٧٦/ ١٤ وتمامها: {وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا} وقرأ أبو حيوة: ودانية بالرفع واستدل الأخفش على جواز رفع اسم الفاعل من غير أن يعتمد نحو قولك قائم الزيدون ولا حجة فيه، لأن الأظهر أن يكون (ظلالها) مبتدأ و (دانية) خبر له. وقرأ الأعمش (ودانيا عليهم) وقرأ أبيّ (ودان) مرفوع فهذا يمكن أن يستدل به الأخفش) ينظر تفسير البحر المحيط ٨/ ٣٨٨.

(٤) البيت من الطوّيل، وهو لرجل من الطائيين في المقاصد النحوية ١/ ٥١٨، ينظر شرح التسهيل السفر الأول ١/ ٣٧٢، وأوضح المسالك ١/ ١٩١، وشرح ابن عقيل ١/ ١٩٥، وشرح قطر الندى ٢٧٢، وهمع الهوامع ١/ ٩٤.

والشاهد فيه قوله: (خبير بنو لهب) حيث سد الفاعل وهو قوله: (بنو لهب) مسد الخبر من غير اعتماد على استفهام أو نفي أو أن بنو لهب مبتدأ و (خبير) خبرا كما في قراءة الرفع في الآية، وكما ذهب إلى