النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[حول (حسن وجهه)]

صفحة 871 - الجزء 2

  قوله: (واختلف في «حسن وجهه»)، يعني بالإضافة، وأما الرفع والنصب فهما جائزان نحو: {خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ}⁣(⁣١) أو {آثِمٌ قَلْبُهُ}⁣(⁣٢) و {بالِغُ أَمْرِهِ}⁣(⁣٣) بالنصب فيهما، وأما الجرّ ففيه خلاف أجازها الكوفيون⁣(⁣٤) كثيرا فصيحا، وأجازها سيبويه⁣(⁣٥) وأكثر البصريين قليلا في الكلام والشعر، ومنعها المبرد⁣(⁣٦) والزجاج⁣(⁣٧) مطلقا لأنها من إضافة الشيء إلى نفسه، ووجه قلتها عند سيبويه وأكثر البصريين⁣(⁣٨)، أن الإضافة يراد بها التخفيف، ومن تمام التخفيف حذف الضمير في (وجهه) لأنه مستغنى عنه في الصفة، وإذا نظرت إلى حذف التنوين فقد حصل التخفيف، واحتج المجيزون بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ} بالإضافة، وأنشد سيبويه:


= والكوفيون يجوزونها بلا قبح في السعة) ومنعها ابن بابشاذ مستدلا بنسج العنكبوت أي وهو أنه إضافة الشيء إلى نفسه، ومعني بنسج العنكبوت أي بأوهن الحجج وأضعفها.

(١) القلم ٦٩/ ٤٣، وتمامها: {خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ}

(٢) البقرة ٢/ ٢٨٣، وتمامها: {وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ} قراءة الجمهور (آثم) اسم فاعل من أثم و (قلبه) مرفوع به على الفاعلية، وقرأ قوم (قلبه) بالنصب ونسبها ابن عطية إلى ابن أبي عبلة، ينظر البحر المحيط ٢/ ٣٧٣، وإعراب القرآن للنحاس ١/ ٣٤٩ - ٣٥٠.

(٣) الطلاق ٦٥/ ٣، وتمامها: {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً} قرأ الجمهور (بالغ) بالتنوين (أمره) بالنصب، وحفص والمفضل وأبان وجبلة وابن أبي عبلة وجماعة عن أبي عمرو ويعقوب وابن مصرف وزيد بن علي بالإضافة، وابن أبي عبلة أيضا وداوود ابن أبي هند وعصمة عن أبي عمرو (بالغ أمره) رفع أي نافذ أمره، والمفضل أيضا (بالغا أمره) بالرفع ... ، ينظر حجة القراءات ٧١٢، والسبعة في القراءات ٦٣٩، والكشف ٢/ ٣٢٤، والنشر ٢/ ٣٨٨، والبحر المحيط ٨/ ٢٧٩.

(٤) ينظر البحر المحيط ٢/ ٣٧٣.

(٥) ينظر الكتاب ١/ ٢٠٠.

(٦) ينظر المقتضب ٤/ ١٥٨ وما بعدها.

(٧) ينظر شرح الرضي ٢/ ٢٠٨.

(٨) ينظر الكتاب ١/ ١٩٩، وشرح الرضي ٢/ ٢٠٨، وشرح التسهيل السفر الثاني ١/ ٣٢٧.