النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[حول (حسن وجهه)]

صفحة 872 - الجزء 2

  [٥٦٥] أمن دمنتين عرّج الركب فيهما ... بحقل الرّخامى قد عفا طللاهما⁣(⁣١)

  أقامت على ربعيهما جارتا صفا ... كميتا الأعالي جونتا مصطلاهما

  أي جونتا مصطلى لجارتين، فجونتا مصطلاهما كحسن وجهه وفي الحديث في صفة النبي: «شثن القدمين والكفين طويل أصابعهما»⁣(⁣٢) وفي صفة الدجال «أعور عينه اليمنى»⁣(⁣٣) وتأولها المبرد⁣(⁣٤) والزجاج⁣(⁣٥) فقال: الآية من إضافة اسم الفاعل نحو: (زيد ضارب غلامه)، وأما (جونتا مصطلاهما) فالضمير عندهما للأعالي⁣(⁣٦) لا للجارتين، وإنما ثنّاه، لأن (الأعالي) مثنى في المعنى إذ هو للجارتين وليس للجارتين إلا أعليان لكن جمع لإضافته إلى المثنى فجاءت تثنية الضمير على المعنى كقوله:


(١) البيتان من الطويل، وهما للشماخ في ديوانه ٣٠٧ - ٣٠٨، وينظر الكتاب ١/ ١٩٩، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٧، وشرح المفصل ٦/ ٨٣ - ٨٦، والأصول لابن السراج ٣/ ٤٧٥، والخصائص ٢/ ٤٢٠، وشرح التسهيل لابن مالك السفر الثاني ١/ ٣٣٣، وشرح الرضي ٢/ ٢٠٨، وهمع الهوامع ٥/ ٩٨، وخزانة الأدب ٤/ ٢٩٣.

والشاهد فيهما إضافة الصفة المشبهة وهو قوله: (جونتا) إلى معمول يشتمل على ضمير الموصوف.

وجونتا: مثنى جونة وهي السوداء أو البيضاء، ويروى عرّس بدل عرج.

(٢) أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب اللباس باب الجعد ٧/ ٥٨ معلقا عن أنس ¥ كان رسول اللّه: (شثن القدمين والكفين) وينظر فتح الباري شرح صحيح البخاري ١٠/ ٣٥٩، وفي رواية من حديث علي ¥ يصف النبي وقد أورده أبو علي الفارسي في الأمالي ٢/ ٦٩، والسهيلي في أماليه ١١٧ وما بعدها.

(٣) الحديث أخرجه البخاري في باب (واذكر في الكتاب مريم) من كتاب الأنبياء ٤/ ١٤١، والترمذي في باب (ما جاء في صفة الدجال) من كتاب الفتن ٤/ ٥١٤.

(٤) ينظر المقتضب ٤/ ١٤٩ - ١٥٤، والهمع ٥/ ٩٨.

(٥) ينظر الهمع ٥/ ٩٩.

(٦) ينظر المقتضب ٤/ ١٥٩، وشرح الرضي ٢/ ٢٠٨ - ٢١٢.