النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[حول (حسن وجهه)]

صفحة 873 - الجزء 2

  [٥٦٦] ... - ترجف ... روانف أليتيك وتستطارا⁣(⁣١)

  فالألف في (تستطار) ضمير المثنى راجع إلى (روانف) لأنه في معنى رانفتين، فكأنه قال: جونتا مصطلي الأعالي، فلا حجة فيه لأنه مضاف إلى ضمير معمول صفة أخرى ومسألتنا في المضاف إلى ضمير الموصوف، وضعف كلام المبرد⁣(⁣٢) بأنه من إضافة الشيء إلى نفسه لأنه إن أراد، أنه حسنا مضاف إلى وجهه وهو للوجه في المعنى فليس له بدليل أن في حسن ضميرا لمن هو له، ولذلك يثنى ويجمع بحسب موصوفه، لو سلم أنه لم تمتنع إضافته لأنها إضافة عام إلى خاص لزم امتناع حسن الوجه وهي جائز باتفاق، وإن أراد بإضافته الشيء إلى نفسه إضافة الوجه إلى الضمير والوجه في المعنى له، فلذلك جاز لأنه من إضافة البعض إلى الكل نحو:

  (وجه زيد ويد زيد) وإن أراد من حيث أن (حسنا) مضاف إلى الضمير في الحكم لأنه مضاف إلى الوجه، والوجه مضاف إلى الضمير فيلزمه أن لا يجوز: (مررت برجل ضارب غلامه)، قال ابن الحاجب:⁣(⁣٣) واعلم أن حكم المعمول إذا كان معرفا باللام حكمه إذا كان مضافا إلى المعرف باللام


(١) قطعة من بيت من الوافر، وصدره:

متى ما تلقني فردين ترجف

وهو لعنترة في ديوانه ٢٣٤، ينظر شرح المفصل ٢/ ٥٥، وشرح التسهيل السفر الثاني ١/ ٤٦، وشرح الرضي ٢/ ٢٠٨، وأمالي ابن الحاجب ١/ ٤٥١، وسمط اللاليء ١/ ٤٨٣، وأمالي ابن الحاجب ٣/ ٣٠١، وشرح الأشموني ٣/ ٥٧٩، وهمع الهوامع ٤/ ٣٤٠، وخزانة الأدب ٤/ ٢٧٩، ٧/ ٥٠٧.

والشاهد فيه قوله: (وتستطارا) فالألف فيها راجع إلى روانف لأنه بمعنى رانفتين، وقال الرضي: وما ذهب إليه المبرد تكلف ظاهر.

(٢) ينظر شرح الرضي ٢/ ٢٠٨.

(٣) ينظر شرح الرضي ٢/ ٢١٠ - ٢١١، وهذا القول للرضي وليس لابن الحاجب.