النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[الواو]

صفحة 950 - الجزء 2

  وأطع اللّه إلى أن تموت) وأما الاستثناء فهو أخفى، وتقديره (إن سرت والتمست الغنى حصل لك إلا أن تموت ويحترم دون مرامك فأنت إذ ذاك معذور)، وهذه يجوز فيها العطف والقطع نحو قوله: {تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ}⁣(⁣١) وبعضهم اشترط في نصب (أو) أن يكون قبلها فعل أو اسم بمعناه أو ظرف أو جار ومجرور ليسبك منه المصدر.

  قوله: (والعاطفة) ويحتمل أن يريد بقوله: (العاطفة) الحروف العاطفة كلها، ويحتمل أن يريد الواو فقط لأن كلامه فيها، وقال أبو حيان:⁣(⁣٢) يجوز مع (الواو) و (الفاء) و (أو) و (ثم) ولا يجوز مع غيرها من العواطف.

  قوله: (إذا كان المعطوف عليه اسما) يريد بالاسم المصدر فقط ليصح العطف عليه بالفعل، لأنهما أخوان واختاره أبو حيان مع الاسم [و ١١٧] وأنشد:

  [٦١٨] فلو لا رجال من رزام أعزة ... وآل سبيع أو أسوءك علقما⁣(⁣٣)

  ومن الواو ومع المصدر:


(١) الفتح ٤٨/ ١٦ وتمامها: {قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً ...}.

(٢) ينظر هامش شرح الرضي ٢/ ٢٥٠، والهمع ٤/ ١١٧ - ١٤١ وما بعدها.

(٣) البيت من الطويل، وهو للحصين بن الحمام في الكتاب ٣/ ٥٠، وشرح اختيارات المفضل ٣٣٤، وشرح المفصل ٣/ ٥٠، وسر صناعة الإعراب ١/ ٢٧٢، وشرح التسهيل السفر الثاني ٢/ ٩٩١، والبحر المحيط ٥/ ٢٤٨، وهمع الهوامع ٤/ ١١٧، وخزانة الأدب ٣/ ٣٢٤، وشرح التصريح ٢/ ٢٤٤، ويروى ولولا رجال.

والشاهد فيه قوله: (أو أسوءك) حيث نصب الفعل المضارع بأن مضمرة بعد (أو).