النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[صيغته وصناعتها]

صفحة 982 - الجزء 2

  معنوي وهو كونه أمرا.

  قوله: (فإن كان بعده ساكن إلى آخره) [وليس برباعي زدت همزة وصل]⁣(⁣١) يعني أنك إذا حذفت حرف المضارعة، فإن كان بعد حذف حرف المضارعة ساكن، نحو: (يضرب) (يستخرج) ردّت همزة وصل، يعني إذا أردت أن تأتي منه بالأمر ردت همزة وصل توصلا إلى النطق بالساكن فتقول (اضرب) (استخرج) بخلاف ما إذا كان بعد حرف المضارعة متحرك نحو: (يعدّ) و (يقوم) فإنك تقول في الأمر: (عد) و (قم) ولا يحتاج إلى همزة وصل، لأن ما بعدها متحرك، واحترز من الرباعي نحو:

  (يعطي) فإنك تزيد همزة قطع كما ذكر ب (عدّ) وقد شذ في الثلاثي الذي بعد حرف المضارعة فيه ساكن واحد، ومن كان قياسها أن يزاد في أصلها همزة وصل، لكنهم استثقلوا مع كثرة ورود هذه الألفاظ الثلاثة، وقد جاء في (مرّ) و (جدّ) الأمران،

  فقالوا: أمر و (أمر) قال تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ}⁣(⁣٢) ولا يقاس عليها بالحذف.


(١) ما بين الحاصرتين زيادة من الكافية المحققة.

وينظر شرح المفصل لابن يعيش ٧/ ٥٨ - ٥٩. (وقال الرضي في شرحه ٢/ ٢٦٩: قوله وليس برباعي: يعني به باب أفعل وحده فإنه هو الرباعي الذي ما بعد حرف المضارعة حرف ساكن، ولا يجتلب فيه همزة الوصل، ويعني بالرباعي ما ماضيه على أربعة أحرف).

(٢) طه ٢٠/ ١٣٢، وتمامها: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى}